عالم السوشيال ميديا .. ما بين الاكتفاء والاحتياج


كتبت: حياة عبد العزيز

أستاذ علم اجتماع: "مواقع التواصل الاجتماعي قربت الناس وبعدت الناس"

فتاة: أشعر بالاكتئاب بسببها 

لكل منا عالم خاص به يعيش تفاصيله في حياة خاصة داخل عالم وسائل التواصل الاجتماعى "السوشيال ميديا"، أصبح افراد المنزل الواحد مغتربين عن بعضهم لإنشغال كل منهم بحياته وبعلاقاته في مواقع التواصل الاجتماعي، سواء كنت تمتلك حساب خاص على "فيس بوك، انستجرام، تويتر" فأنت تنعزل عن الواقع الحقيقي الذي يؤثر بالسلب عليك وعلى كل من حولك. ولكن أختار البعض بكامل ارادته أن يبتعد عن تلك الحياة بعيوبها وبمميزتها، واكتفى بحياته على أرض الواقع ومعرفة الاخبار بقراءة الجرائد وسماعها في الراديو في تلك الوسائل أهون عليه من اقتحامه العالم الافتراضي الذي ليس له نهاية سوى الاكتئاب كما اتفق البعض.
 
زوال الخصوصية 

قالت اشجان خليل ربة منزل انها تفضل البعد عن السوشيال ميديا نهائيًا بعد أن كان لها حساب خاص على إحدى مواقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، متابعًة : "حياة الناس كلها عليه ومفيش أي خصوصية".
 
كما قالت منار طالبة جامعية تمتلك حساب على "الفيس بوك"، ووصفته بإنه شئ أساسي في دراستها والحصول على المعلومات الخاصة بشئون الجامعة وايضًا وسيلة اتصال سريعة مع زميلاتها، وأنهت حديثها "السوشيال ميديا بتضيع وقتي".
 
"مكتفية بالراديو والجرايد"، وكان الإكتفاء بتلك الوسائل هو أحد أسباب الإنعزال عن السوشيال ميديا لأحد السيدات.
 
مراجعة مسار الحياة  

وكان لإحدى الفتيات تجربة في الانعزال التام عن السوشيال ميديا وتروي لـ"صوت المال" واقع حياتها، قائلةً " انا كان لدي حساب على كل مواقع التواصل الاجتماعي وكنت طوال اليوم الموبايل لا يفارق يدي، وكنت بقرأ مشاكل البنات على  الجروبات وشعرت بالاكتئاب، ومن وقتها قررت أن انعزل لفترة عن السوشيال ميديا وفعلا نفذت القرار وحياتي كانت أحسن بكتير وكنت بشغل وقت فراغي في قراءة الكتب والمجلات، واقعد مع أهلي وقت كافي، و أزور زميلاتي، ولكن القرار لم يستمر طويلا بسبب طبيعة دراستي التى تطلب مني وجودي لوقت طويل على السوشيال ميديا، وأنهت حديثها كل فترة ابتعد عن مواقع التواصل الاجتماعي اراجع مسار حياتي وأتعلم أشياء جديدة".
 
إدمان ما بعد التجربة 

يقول الدكتور جمال فرويز استاذ علم النفس والإجتماع أن هناك مجموعات كبيرة من الناس لا تفضل أستخدام مواقع التواصل الاجتماعي خوفًا من الإقدام على خطوة جديدة، ولكن هناك أشخاص تتجه اليه بدافع التجربة وهؤلاء من يتصفون بـ"مدمنين التواصل الاجتماعي"، لأنه يكون عالم جديد بالنسبة لهم ويستغرقوا فيه أوقات كثيرة، وقلة قليلة من ينعزلوا عنه بعد التجربة.
 
واستكمل فرويز حديثه أن "السوشيال ميديا قربت بين الناس وبعدت عنهم"، موضحًا أنه قرب بين المسافرين وسهل الوصول بذويهم، أو الاطمئنان عن الأهل في الامكان البعيدة وصعوبة زيارتهم، ولكن بعدت المتقاربين داخل المنزل فالاسرة تتواصل مع بعضها عن طريق "شات الواتساب". 
 
انجذاب الانطوائيين 

كما أوضح أن السوشيال ميديا أداة جاذبة للاشخاص الانطوائيين الذين هم بالفعل حياتهم الواقعية فارغة من العلاقات الاجتماعيهة، فيدخلون العالم الافتراضي لتكوين صداقات ومعرفة ما يدور حولهم.
 
حزب الكنبة

وقال ان ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي يسبب الاكتئاب للبعض لما يتم نشره من مشكلات ونشر الطاقة السلبية، متابعًا بوصفه لهؤلاء بأنهم "الناقدين حزب الكنبة"، ووجه لهم رسالة "أشغلوا اوقات فراغكم في نشر الإيجابيات".

كما نصح بانه اذا كان لابد من استعمال السوشيال ميديا فبقدر الإحتياج، ومعرفة الأخبار، ومن يستدعى عمله او دراسته دخوله في هذا العالم.