التآمر الإخواني والسلفي على الثورة في رسالة دكتوراه بإعلام القاهرة.. الباحث: «الأهرام» لم تخش الإخوان

الباحث حسين حسني

خاص ــ صوت المال


كشفت دراسة علمية بكلية الإعلام جامعة القاهرة أن صحيفة الأهرام جاءت على رأس الصحف المصرية التي وجهت انتقادات لممارسات التيار الإسلامي، رغم محاولة جماعة الإخوان فرض الوصاية على الإعلام المصري وتحديدا الصحف القومية.
 
 
الدراسة التي أجراها د. حسين حسني مدرس الصحافة بجامعة 6 أكتوبر بعنوان" الخطاب الصحفي المصري تجاه التيارات الإسلامية قبل ثورة 25 يناير وبعدها" وأشرف عليها أ.د شريف درويش اللبان وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة والدكتورة ماجدة عبد المرضي أستاذ الصحافة المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة توصلت إلى أن تركيا وقطر كانت من أكثر الدول تدخلا في الشأن الداخلي المصري خلال الفترة التي حكمت فيها جماعة الإخوان. وقد تم التدليل على ذلك بالدعم المالي القطري لجماعة الإخوان في الانتخابات الرئاسية، وكيف كانت قطر هي وجهة لرحلات خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان، وهي الرحلات كانت تحاك خلالها المؤامرات الإخوانية القطرية ضد مصر والمصريين.
 
الدراسة التي حللت قرابة 240 مقالا من مقالات كتاب صحف الأهرام وروز اليوسف والمصري اليوم والدستور والوفد والأهالي كشفت العديد من الانتقادات التي وجهها كتاب المقالات بتلك الصحف للإخوان والسلفيين ومنها: انتقادات موجهة لممارسات تيارات الإسلام السياسي للعنف، محاولات أخونة الدولة، محاولات الهيمنة على الأحزاب والحركات السياسية واستغلالها، مخالفة التيارات الإسلامية للدستور والقوانين، السطو على ثورة 25 يناير وتهمشيهم شباب الثورة، الديكتاتورية داخل جماعة الإخوان، مهاجمة المجلس العسكرى وحكومة الجنزورى لأهداف خاصة لا تخص مصر، لجوء التيارات لاستخدام الألاعيب والانتهازية والانغماس في العمل السياسي وإهمال الجانب الدعوى.
 
كما انتقد كتاب المقالات بصحف الدراسة علاقة تبعية الرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسي لجماعة الإخوان وسيطرة المرشد العام للجماعة على قراراته بعد وصوله للرئاسة، فعلى الرغم من أن مرسي استقال رسميا من الجماعة وحزبها عندما تقلد منصبه، فإن كثيرين ينظرون إليه على نطاق واسع بوصفه ليس أكثر من مجرد رئيس صوري يستمر في التشاور عن قرب مع قادة الإخوان ويتبع سياساتهم وغاياتهم، ويسعى لتحقيق أهدافهم.
 
ومن أمثلة ما قدمه أحد الكتاب من أن مرشد جماعة الإخوان هو زعيم وقائد المرشح أو الرئيس المنتخب محمد مرسي، وذلك بقوله: "أما المرشد العام للجماعة فهو زعيم وقائد المرشح أو الرئيس المنتخب والحاكم بأمره".
 
الدرسة التي ناقشتها أ.د نجوى كامل عبد الرحيم أستاذ الصحافة بكيلة الإعلام جامعة القاهرة و أ.د آمال كمال طه أستاذ الصحافة رصدت وبدقة موقف جماعة الإخوان من ثورة 25 يناير وبينت كيف أن الجماعة كانت أكبر المستفيدين من الثورة ، رغم أنها لم تكن في طليعة المشاركين فيها، ولا كانت من الفاعلين الرئيسيين بها. ومن واقع الخطابات المثارة ، يعود ذلك إلى أن المظاهرات عند اندلاعها لم تكن منظمة وبلا قيادة أو برنامج. ومن ثم حدث التناحر والتصادم والتشاجر بين قيادتها، ما تسبب في حدوث حالة من الفراغ السياسي. وهنا بدأت "جماعة الإخوان" بحسب الخطابات المثارة في صحف الدراسة تقفز على الثورة.
 
وقد رصدت الدراسة أربع مراحل تجسد موقف الجماعة من ثورة 25 يناير هي :مرحلة التردد، التي كانت صورة من ألاعيب جماعة الإخوان مع نظام مبارك الذي كان صامدا في الأيام الأولى من الثورة، تم تلتها مرحلة المشاركة المتأخرة، والتي جاءت بعد تأكد الجماعة من أن نظام مبارك يلفظ أنفاسه الأخيرة، وبعد أن سبقت العديد من القوى السياسية بالمشاركة في الثورة. بعد ذلك جاءت مرحلة القفز على الثورة، وهو ما عاد بالسلب على الثورة، حيث سطت الجماعة على الثورة بالتعاون مع التيار السلفي،أما المرحلة الأخيرة فكانت مرحلة جني الغنائم، فالقفز من جانب "الإخوان" على الثورة جاء نتيجة للاستعجال في الوصول لمرحلة جني ثمار الثورة والفوز بغنائمها ، وفي سبيل ذلك تركت الجماعة الثوار في الميدان وعادت إلى قواعدها بحثا عن الغنائم في مجلسي الشعب والشورى ، وتوقف جني الغنائم عند الفوز بنسبة كبيرة من مقاعد مجلسي الشعب والشورى ، بل شمل السيطرة على اللجنة التأسيسية للدستور التي وصفت باللجنة الإخوانية آنذاك، وصولا إلى الدفع بمرشح للرئاسة خلافا لما تعهدت به الجماعة في السابق.
 
 
أما بالنسبة للتيار السلفي فقد رصدت الدراسة من واقع الصحافة المصرية موقف التيار السلفي من ثورة 25 يناير الذي اتسم بالتغير والتلون. حيث كانت المرحلة الأولى هي مرحلة الرفض والمعارضة للثورة ،أما المرحلة االثانية فهي مرحلة الالتباس وفي هذه المرحلة لم تكن الرؤية قد اتضحت بعد، في وقت اشتدت فيه وطأة التظاهرات فكان الموقف السلفي ملتبسا. فيما المرحلة الثالثة كانت مرحلة المشاركة التي جاءت بعدما لاح في الأفق قدرتهم على المشاركة في إسقاط النظام، ثم جاءت المرحلة الرابعة وهي مرحلة القفز على الثورة بعد أن تمت الاطاحة بنظام مبارك.
 
وبعد مناقشة الدراسة حصل الباحث- الذي يعمل مذيعا بقناة الغد العربي-على مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطبع وتبادل الرسالة مع الجامعات والمراكز والبحثية ، وهو أعلى تقدير تمنحه الجامعات المصرية.