مصر والمغرب يتبادلان تراث الحرف اليدوية .. الحرفيين: يجب توفير معدات لإنجاز الإنتاج


 
كتبت: أماني محسن 

عندما نتحدث عن المشروعات التي كانت سببا رئيسيا في نهضة الدول المتقدمة في الماضي والحاضر، لا بد أن نشير إلى مجال الحرف اليدوية، حيث تعد الحرف اليدوية من أهم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر لما تترجمه من حضارتنا العريقة وتراثنا القديم الذي يعتز ويفخر به المصريين والذي يأتي من أجل شراءه السياح بمختلف الدول، وعلى الرغم من ذلك إلى انها تلك الحرفة تمثل قيمة ضئيلة في حجم استثماراتها، حيث يبلغ حجم استثمارات الحرف اليدوية حوالي 2 مليار جنيه للصادرات وحجم الإستثمارات الداخلية حوالي 10 مليار جنيها.
 كما أن غزو المنتجات الصيني والتركي انتشر بشكل كبير في الفترات الماضية وبأقل الأسعار مقارنة بأسعار المنتجات المصرية، ومن جانب آخر تسعى غرفة الحرف اليدوية باتحاد الصناعات إلى وضع خطط لتعزيز تلك المشروعات من خلال التعاون المشترك بين الدول الأخرى ومنها غرفة الصناعة التقليدية بالمغرب  التي تم توقيع بروتوكول معها منذ بضع ايام وتم الاتفاق على خطط تسويقية ومعارض داخلية وخارجية يستفيد منها كلا البلدين.
 

وفي هذا السياق قال ياسر رحال، وكيل غرفة صناعة الحرف اليدوية، إن هناك مؤشرات مبشرة لسوق الحرف اليدوية سواء في الداخل او في الخارج، كما أن هناك فرصة كبيرة للدخول في السوق العالمي، حيث إن الغرفة تستهدف أسواق أوروبا وبالتحديد الأسواق الفرنسية وإسبانيا، وأيضا في الأسواق الأمريكية مثل كندا وبعض المعارض الكبرى بها، كما ان هناك اتجاه من خلال الشراكة مع المغرب للدخول في أسواق امريكة اللاتينية.

وأضاف "رحال" أنه يوجد أيضا سبل تعاون  مع الأرجنتين في مجال الحرف اليدوية، مشيرا إلى السوق الإفريقي الذي سبق الخوض فيه من خلال تجربة ما لم تكتمل ولكن الغرفة تسعى لإحياء تلك الشراكة مرة أخرى خلال الفترات المقبلة، كما أن تواجد المغرب في دول غرب أفريقيا ذلك يتيح لنا فرصة الدخول في معارض دولية مثل السنغال أو الجابون من خلال شركاتنا مع المغرب في هذا المجال لما لديهم من خبرات سابقة في تلك الأسواق.

وأكد وكيل غرفة الصناعة، انه منذ عام كانت هناك شراكة من المغرب مع غرفة الحرف اليدوية وخاصة قطاع السجاد اليدوي، حيث حاز هذا القطاع على اهتمام كبير من قبل المغرب كما أنه تم إعداد برنامج لهم على حسب رؤيتهم، مضيفا، أنه من خلال الشراكة الحالية تم تحديد 4 قطاعات للبدء في المشروعات اليدوية، حيث إنهم يمتازون في بعض القطاعات والتراث الخاص بهم عندما يتم تنفيذه في مصر بالتأكيد سيضيف منفعة كبرى، كما أن سبل الشراكة بين مصر والمغرب سيقوم على التعاون أيضا في عملية التسويق سواء داخل المغرب أو داخل مصر وذلك من خلال إقامة معارض مشتركة تتبعها الدولة او من خلال المعارض التي تقوم بها الغرف من كلا البلدين.


وفي سياق متصل قالت نرمين الدمرداش عضو مجلس إدارة غرفة الحرف اليدوية ونائب رئيس شعبة الحلي، إن الغرفة تقوم بالتشجيع على إحياء التراث المصري العريق، كما يمكننا أن نقدم للمغرب كيفية عمل صناعة الحلي القديمة، وهما أيضا يمكنهم أن يقدموا لنا طرق صناعة الامازيغي في صناعة الحلي والنقش اليدوي على المعادن وأيضا سيكون هناك تعاون في مجال التدريب والتصدير.

وأضافت "الدمرداش" انها تصنع الحلي المصري ولديها ورشة ومركز تدريب، فمن خلال هذا المركز يمكن أن يتم تقديم تدريبات فنية للحرفيين بالمغرب على الحرف المصرية القديمة، مشيرة إلى أنه لا مانع من التصدير للمغرب إذا طالبت  بذلك، لافتا إلى أنه يجب العمل على دراسة السوق المصري من حيث الرغبة والطلب على الحرف المغربية وهل هناك زبون لتلك الحرفة، بحيث ان يكون هناك تعاون مشترك بيننا وبين المغرب من خلال السوق المصري.

وأشارت عضو مجلس الإدارة إلى ان غزو المنتجات التركي والصيني بالتأكيد حازت على إقبال كبير في الشراء في السوق المصري، كما ان هناك كثير من الورش أغلقت بسبب انتشار هذه المنتجات، مما يدفعنا بسرعة إيجاد خطة تسويقية أفضل سواء داخل مصر أو خارجها، فضلا عن تعليم الصناع كيفية تسويق منتجاتهم .

كما أضافت ان مستوى الحرفة في مصر كاد ان يتدهور حيث ان هناك كثير من كبار أصحاب الحرف أغلقت مشاريعهم، كما ان العامل المصري يعمل حسب متطلبات السوق ونظرا لغزو المنتجات التركي والصيني أصبحت متطلبات السوق تشبه الصيني والتركي وبذلك اختفت حضارتنا وتراثنا الخاص بنا، مؤكدة، ان المنتج الصيني والتركي اقل ثمنا من المصري نظرا لأن المصانع الصينية والتركية 
تنتج في الشهر الواحد حوالي مليون قطعة ولديها خطة تسويقية ممتازة تمكنه من تصدير منتجه بسهولة، بينما المصانع المصرية تقوم بالإنتاج في الشهر الواحد حوالي 10 آلاف قطعة وبالتالي تكلفة الخامات ترتفع، بالإضافة ان هناك الحاجة الى ماكينات حديثة لإنجاز أكبر عدد ممكن من المنتجات.

وأعلنت أن هناك بروتوكول تعاون بين الغرفة والبنك الأهلي على الاقتراض للمشروعات متناهية الصغر بمبلغ قدرة 100 الف جنيه بالبطاقة الضريبية والسجل التجاري والبطاقة الشخصية، وذلك سيساعد ورش كثيرة لشراء الماكينات التي ستنجز عملية الإنتاج.

ويذكر أن غرفة صناعة الحرف اليدوية باتحاد الصناعات المصرية شاركت في مهرجان "من فات قديمه تاه" الدولي في فصله السابع والذي اقام في بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب بالقاهرة أغسطس الماضي

وكانت هذه ليست المرة الأولى التي تشارك الغرفة في المهرجان الذي كانت هي من الساعين إلى قيامه منذ عدة أعوام، حيث أنه يختص برعاية الحرف اليدوية والتقليدية، كما أنه يتيح الفرصة ويشجع الشباب على التعرف على الحرف التراثية والتقليدية المصرية التي قاربت على الاندثار، كما قامت الغرفة بعرض 9 شعب للحرف اليدوية وهي المنسوجات اليدوية والتطريز، المنتجات الزجاجية، حرف الأحجار، الفخار والخزف والسيراميك، المشغولات الخشبية، السجاد والكليم اليدوي، صناعة المجوهرات والحلي، صناعة الشمع، والصناعات المعدنية، إضافة إلى عروض فنية حية يقوم عليها فنانين محترفين.
وتم استضافة دولة المغرب كضيف الشرف بالتعاون مع جمعية رابطة الجالية المغربية الاجتماعية بمصر، وتم إختيار إقامته في بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب بالقاهرة التابع لمكتبة الإسكندرية.