تعرف على نشاط الرئيس السيسي خلال الأسبوع المنصرم

متابعات ووكالات


شهد الأسبوع الماضي نشاطا مكثفا للرئيس عبد الفتاح السيسي، فقد شارك في مؤتمر القمة الأفريقية الثلاثين بأديس أبابا، وشارك على هامشها في القمة الثلاثية حول سد النهضة مع كل من الرئيس السوداني ورئيس الوزراء الإثيوبي، وعقد اجتماعا لمتابعة تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، وتنفيذ مشروعات الصرف الصحي ومياه الشرب بالقرى، وجهود الحكومة لتوفير السلع الغذائية الأساسية، وافتتح مرحلة الإنتاج المبكر لحقل ظهر للغاز.

واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بالمشاركة في اجتماعات القمة العادية الثلاثين للاتحاد الافريقي، التي عقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا تحت شعار "الانتصار في معركة مكافحة الفساد: نهج مستدام نحو تحول أفريقيا".
وبدأ الرئيس نشاطه خلال القمة برئاسة اجتماع مجلس السلم والأمن الافريقي، حيث تم مناقشة موضوع "المُقارَبة الشاملة لمُكافَحة التهديد العابر للحدود للإرهاب في أفريقيا"، وذلك بالنظر إلى ما يمثله الإرهاب من تهديد يتطلب تعزيز العمل الافريقي المشترك لمواجهته بفعالية.

وألقي الرئيس خلال الاجتماع كلمة مصر حول موضوع الجلسة، والتي أكد فيها على وجود إدراك متزايد لدي المجتمع الدولي بأهمية تكثيف جهود القضاء على الإرهاب في ضوء ما بات يشكله من تهديد بالغ للسلم والأمن الدوليين، لافتًا إلى أن نجاح جهودنا المشتركة لمواجهة الإرهاب يتطلب الوقوف على حقيقة هذه الظاهرة التي تكتسب أبعادًا جديدة، وأصبحت لا تقف عند حدود قارة أو منطقة بعينها، أو مجتمع ما وفقًا لمستوى التنمية به، مما يتطلب تبني منظور شامل ومتكامل لمواجهة الارهاب.

كما أشار إلى أن القراءة الواعية لتاريخ التنظيمات الإرهابية تؤكد عدم وجود فوارق تُذكر في الأسس التي تنطلق منها كافة هذه الجماعات لتبرير استخدامها للعنف والإرهاب، مشيرًا إلى ضرورة التعامل بحزم مع ما يقدمه بعض الاطرف على الساحة الدولية من دعم سياسي وإعلامي وعسكري ومالي لهذه التنظيمات والحركات الإرهابية، بما يعد خرقًا واضحًا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي، وهو الأمر الذي يحتم تكثيف التعاون والتنسيق لتجفيف منابع الدعم الذي يتيح للتنظيمات الإرهابية مواصلة جرائمها.

وشارك الرئيس السيسي في الجلسة المغلقة التي بحث خلالها القادة الأفارقة أهم الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة، ومن بينها الإصلاح المؤسسي للاتحاد الافريقي، وجهود إنشاء منطقة التجارة الحرة الافريقية، وتم خلال الجلسة انتخاب مصر رئيسا للدورة القادمة للقمة لعام 2019.

وعلى هامش القمة ، التقي الرئيس السيسي نظيره السوداني عمر البشير ، حيث أكد الرئيس السيسي على خصوصية وقوة العلاقات المصرية السودانية والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين على كافة المستويات، وعلى مواصلة جهود تعزيز التعاون بين الدولتين، وحرص مصر على التشاور والتنسيق المتواصل مع السودان الشقيق حيال مختلف الموضوعات والملفات، لاسيما فى ضوء التحديات المشتركة التى يفرضها الوضع الإقليمي الراهن.

وشهد اللقاء تباحثًا حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل الدفع قدمًا بالتعاون بين البلدين، واتفق الرئيسان على تشكيل لجنة وزارية بين الجانبين للتعامل مع كافة القضايا الثنائية وتجاوز جميع العقبات التي قد تواجهها، وأكدا أهمية مواصلة التنسيق والتشاور المكثف من أجل ترسيخ التعاون خلال الفترة القادمة والعمل على إعطاء قوة دفع جديدة للعلاقات فى كافة جوانبها وتحقق نقلة نوعية تلبى طموحات الشعبين الشقيقين.

والتقى الرئيس أيضا نظيره الأنجولي خواوو لوريسنو، حيث أكد الرئيس السيسي اهتمام مصر بتطوير العلاقات الثنائية مع أنجولا في كافة المجالات، وخاصةً زيادة التبادل التجاري واستكشاف فرص الاستثمار المتبادلة بما يحقق المصالح المشتركة، مؤكدا حرص مصر على مواصلة التعاون مع أنجولا في مجال بناء القدرات من خلال برامج التدريب التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في مختلف المجالات.

وشارك الرئيس السيسي في القمة الثلاثية التي عُقدت بأديس أبابا مع كل من الرئيس السوداني عُمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلاماريام ديسالين، حيث تم استعراض تطورات المفاوضات الجارية في إطار اللجنة الوطنية الثلاثية حول سد النهضة، وسبل التغلب على ما يواجهها من عراقيل، لاسيما فيما يتعلق بصدور الدراسات المكلف بإعدادها المكتب الاستشاري. وأكد قادة الدول الثلاث خلال القمة على مشاركتهم لرؤية واحدة إزاء مسألة السد تقوم على أساس اتفاق إعلان المبادئ الموقع فى الخرطوم، وإعلاء مبدأ عدم الإضرار بمصالح الدول الثلاث في إطار المنفعة المشتركة.

وتم الاتفاق خلال القمة على عقد اجتماع مشترك يضم وزراء الخارجية والري من الدول الثلاث واللجنة الوطنية الثلاثية، ورفع تقارير نهائية خلال شهر تتضمن حلولا لكافة المسائل الفنية العالقة، بما يضمن التنفيذ الكامل لأحكام اتفاق إعلان المبادئ وعدم التأثير سلبًا على مصالح مصر والسودان المائية، كما تم الاتفاق على تبادل الدراسات الوطنية والمعلومات الفنية بين الدول الثلاث.

وأكد الرئيس السيسي على ضرورة أن تتحلي المفاوضات بالروح الإيجابية والحفاظ على المصالح المشتركة، مطالبًا جميع المسئولين المعنيين بالمفاوضات من الدول الثلاث بتنفيذ توجيهات القادة وإنجاز عملهم وفق الإطار المحدد، كما أكد رئيس الوزراء الاثيوبي خلال المباحثات على أن المزارعين فى مصر والسودان لن يتأثروا سلبًا بسد النهضة، وأن عدم الإضرار بمصالح شعوب الدول الثلاث هو الأساس الذي تنطلق منه المفاوضات.

وتطرقت القمة الثلاثية إلى مُجمل جوانب العلاقات القائمة بين مصر والسودان وإثيوبيا ، وسبل تعزيز التعاون بينها والاستمرار فى التشاور والتنسيق المكثف إزاء مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، كما تم الاتفاق على تفعيل الصندوق الاستثماري المشترك بين الدول الثلاث لتمويل مشروعات البنية التحتية.

وفي أعقاب عودته إلى أرض الوطن ، عقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وطارق عامر محافظ البنك المركزي، ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية والإسكان والاستثمار والعدل والمالية والقائم بأعمال رئيس المخابرات العامة ورئيس هيئة الرقابة الإدارية.

وتم خلال الاجتماع عرض نتائج مشاركة الرئيس في قمة الاتحاد الأفريقي، وما تضمنته من انتخاب مصر بالإجماع رئيسًا للاتحاد الأفريقي خلال عام 2019، وما سيتيحه ذلك من فتح مجالات متعددة للتعاون المشترك مع الاتحاد الإفريقي، في ضوء استعادة مصر لدورها التاريخي في أفريقيا وانفتاحها على القارة ودفاعها عن مصالحها وقضاياها بشكل فعال في مختلف المحافل الدولية.

كما تم استعراض نتائج القمة الثلاثية مع السودان وإثيوبيا، وما تقرر من عقد اجتماع مشترك يضم وزراء الخارجية والري من الدول الثلاث واللجنة الوطنية الثلاثية، ورفع تقارير نهائية للقادة خلال شهر تتضمن حلولًا لكافة المسائل الفنية العالقة، بما يضمن التنفيذ الكامل لأحكام اتفاق إعلان المبادئ وعدم التأثير سلبًا على مصالح مصر والسودان المائية، في ضوء الروح الإيجابية السائدة بين الدول الثلاث وما يجمعهم من مصير مشترك.

وتابع الرئيس خلال الاجتماع خطوات تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والنمو المستدام، حيث عرض محافظ البنك المركزي ووزير المالية مستجدات الموقف الاقتصادي، والإجراءات الجاري اتخاذها لمواصلة تنمية الاحتياطي من النقد الأجنبي، ومتابعة تطورات سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية، وذلك في ضوء إشادة صندوق النقد الدولي بما تم تنفيذه في برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري.

وشهد الاجتماع كذلك استعراض جهود الحكومة لتوفير السلع الغذائية الأساسية في الأسواق بكميات وأسعار مناسبة، وإجراءات الرقابة على الأسواق ومنافذ البيع، والتصدي لحالات الخروج على القانون، للتأكد من عدم المغالاة في الأسعار.

وشدد الرئيس السيسي في هذا السياق على أهمية زيادة منافذ التوزيع، في إطار توجيهاته الدائمة ببذل أقصى الجهد لتخفيف الأعباء على المواطنين، خاصة محدودو الدخل والفئات الأولى بالرعاية.

كما تم خلال الاجتماع استعراض موقف توريدات القمح في ضوء قرب موسم الحصاد، حيث أكد الرئيس أهمية مواصلة التيسير على المزارعين لإنجاح موسم توريد القمح واستلام أكبر قدر من القمح المحلي، كما وجه بسرعة الانتهاء من تنفيذ مشروع الصوامع والشون الحديثة لضمان التخزين الجيد لما يتم توريده من القمح، وبما يساهم في تقليل نسبة الفاقد.

وتم كذلك خلال الاجتماع بحث موقف تنفيذ الوصلات المنزلية لمشروعات الصرف الصحي والمياه بالقرى، حيث تم استعراض الإجراءات المطلوب اتخاذها والتكلفة والمدة الزمنية وسبل توفير التمويل اللازم للانتهاء من تنفيذ هذا المشروع في أقرب وقت ممكن.

كما تم بحث مستجدات تطوير مثلث ماسبيرو، في ضوء أهمية سرعة الانتهاء من تعويض وإخلاء سكانه بصورة عاجلة، وتم كذلك بحث موقف نقل الوحدات الإنتاجية في مجال المدابغ من مجرى العيون إلى مدينة الروبيكي، تمهيدًا للبدء في تطوير المنطقة.

وشدد الرئيس على ضرورة التأكد من سير العمل بالشكل الأمثل وحل أية مشكلات قد تواجه الأهالي، وذلك في ضوء حرص الدولة على التواصل المجتمعي مع الأهالي في إطار سياسة تطوير المناطق غير الآمنة.

وتم خلال الاجتماع أيضا بحث خطوات تفعيل تشغيل الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، وتفعيل البرامج التدريبية الخاصة بها، والتي تهدف لتحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بكافة قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم والاستفادة القصوى منها لتحقيق التنمية الشاملة بشريًا واقتصاديًا واجتماعيًا.

واختتم الرئيس السيسى نشاطه الأسبوعي بزيارة تفقدية للمحطة الأرضية لحقل "ظهر" بمحافظة بورسعيد، حيث استمع فى بداية الزيارة لكلمة من كلاوديو ديسكاليزى رئيس شركة "إينى" مستكشفة الحقل والمشغل الرئيسى له، أكد خلالها أن حقل "ظهر" يعكس مدى اهتمام الشركة بالاستثمار فى مصر، خاصة وأنها من أولى الدول التى عملت بها شركة إينى، موضحًا أن الشركة تدير نحو 35% من انتاج الغاز فى مصر.

وأكد رئيس الشركة أن افتتاح حقل "ظهر" يعد إنجازًا كبيرًا يحسب لمصر، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية وفرت الدعم لإنجاز المشروع، وأن الشركات المصرية قدمت أرقامًا قياسية خلال مراحل العمل، موضحا أن حقل "ظهر" ما زال به الكثير ليتم اكتشافه.

كما ألقى المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية كلمة أكد خلالها ما يمثله الحقل من إضافة مهمة للاقتصاد المصرى، مشيرًا إلى أنه يعد نموذجًا لقدرة مصر على تحقيق الانجازات الكبرى فى توقيت قياسى.

وأكد الملا أنه مع الاستقرار السياسى والأمنى نجحت الحكومة فى استعادة عمليات البحث والاستكشاف والتنمية فى مشروعات الغاز وتطوير معامل البتروكيماويات والبنية الأساسية الخاصة بالمنتجات البترولية بهدف زيادة القدرة على إنتاج مواد الطاقة.

كما عرض وزير البترول تفاصيل مشروع حقل "ظهر"، ومراحل تنفيذه وصولًا لبدء انتاج الغاز الطبيعي، مشيرًا إلى أن احتياطيات حقل "ظهر" تقدر بحوالى 30 تريليون قدم مكعب غاز وهو ما يعادل 5,4 مليار برميل زيت مكافئ، كما أن احتياطيات الحقل تمثل اكثر من 135% من الاحتياطى الحالى للزيت الخام فى مصر.

كما عرض أهمية المشروع للاقتصاد القومى، مشيرًا إلى إلى ما يساهم به فى توفير فرص العمل، وجذب الاستثمارات الأجنبية لمصر والتى تقدر بحوالى 12 مليار دولار تم انفاق 5 مليارات منها خلال المرحلة الأولى، فضلًا عن زيادة انتاج الغاز المصرى، وسد احتياجات السوق المحلى والتوجه نحو التصدير.

وحرص الرئيس السيسي على تأكيد أهمية اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع قبرص بما يتيح المجال لبدء عمليات البحث والاستكشاف والتنقيب والاستفادة من الثروات، وشدد على أهمية مراعاة عدم التصدى لموضوعات حساسة تتعلق بمصير الشعب المصرى بدون الإلمام الكامل بتفاصيل تلك الموضوعات وأهميتها للدولة.

وأكد الرئيس أن الدول تُبنى بالعمل والأمانة والشرف، مشيرًا إلى أن ما يُنفذ من إنجازات لم يكن ليحدث بدون الاستقرار والأمن وثبات المصريين، مطالبًا بعدم الانسياق وراء محاولات نشر الفوضى، والتى تهدد فرص الاستمرار فى تحقيق تلك الانجازات والمشروعات التى تصب فى صالح المواطنين.

وحذر الرئيس كل من يريد العبث بأمن مصر أو تكرار ما حدث من فوضى منذ سنوات، مشيرًا إلى أنه لن يسمح بهذا الأمر وسيضحى بنفسه فى سبيل حياة المصريين والحفاظ على الوطن، وشدد على أنه إذا استمرت محاولات العبث بأمن مصر، سيطلب تفويضا جديدا من المصريين، لاتخاذ إجراءات أخرى .

وأوضح أن الدولة لا تبنى بالكلام ولكن بالعمل والاجتهاد، مطالبًا كل من يريد التصدى للشأن العام بضرورة معرفة مفهوم الدولة، ومشيرًا إلى أنه مفهوم يجب تعلمه على مدار سنوات طويلة، ويجب الحذر خلال الحديث مع المواطنين والعمل على إظهار حقيقة الأمور.

وأشار الرئيس إلى ما كانت تتحمله الدولة من نفقات منذ سنوات منها مليار ومئتى مليون دولار شهريًا لشراء منتجات بترولية نتيجة لتوقف الإنتاج نتيجة لحالة الثورة التى كانت تمر بها مصر، كما سعى البعض لاساءة العلاقات بين مصر وإيطاليا للحيلولة دون الوصول إلى تنفيذ مشروع حقل "ظهر"، من خلال حادثة تقطع المودة والمحبة بين البلدين، ولهذا لن تنسى مصر وقوف إيطاليا بجانبها رغم حادثة ريجينى، مؤكدا أن مصر لن تنسى هذه الحادثة الأليمة ولن يتوقف التحقيق فيه قبل الوصول إلى الجناة.

وأعطى توجيهات باستكمال توصيل الغاز الطبيعى لحوالى 1,35 مليون وحدة سكنية خلال العام الحالى، على أن يتم التوصل لحل لمشكلة التمويل اللازم.

وعقب ذلك شهد الرئيس إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية إيذانًا ببدء مرحلة الإنتاج المبكر لحقل "ظهر"، ثم استمع إلى شرح حول مشروع حقل "ظهر" وما يتضمنه من منشآت من المسئولين عن المشروع.

وحرص الرئيس على توجيه رسالة لأبناء محافظة بورسعيد بأن المشروع يراعى كافة المعايير البيئية بما يحافظ على المنطقة وصحة المواطنين، كما حرص على تأكيد ضرورة مساهمة الشركات العاملة بالمشروع فى المشروعات ذات البعد الاجتماعى، ثم قام الرئيس بعد ذلك بجولة تفقدية للمشروع.