«صوت المال» تحاور مدير«بيت الحكمة»: تحويل المنتج الثقافى إلى اقتصادى نظرية غائبة عن الوطن العربي


أجرى الحوار : إسلام حامد وأنديانا خالد 

◄ 7 أعمال ترجمت لباحثين صينيين في معرض الكتاب هذا العام

◄ اقتصاد مصر كان مجال بحث الدارسين الصينيين منذ 30 عاما

◄ مصر ستملك اقتصادا واعدا خلال فترة قريبة 

◄ مصر أرخص دول العام في طباعة الكتب

◄ لدينا خطة لإنشاء مدرسة صينية في مصر

◄ السياحة الصينية رقم واحد في مصر

سؤال يشغل الأذهان ، الا وهو، كيف استطاعت الصين الوصول إلى هذا التقدم اقتصاديا ومعرفيا ، حيث يقف الاقتصاد الصيني اليوم في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة، ويبلغ دخل الفرد سنويا 10 ألف دولار.

لذلك كان هناك إقبالا كثيفا هذا العام بمعرض الكتاب ، على شراء الكتب الاقتصادية  المترجمة من الصينية والتي تجيب على تساؤلات ، "كيف استطاعت الصين الوصول إلى ذلك التقدم المذهل؟"، فعرض جناح "بيت الحكمة" بمعرض الكتاب سبعة كتب صينية مترجمة، لكبار الباحثين الصينيين، تجيب على تلك التساؤلات التساؤل.

حاور «صوت المال»، مدير عام مؤسسة بيت الحكمة، الدكتور أحمد السعيد، لكى يشرح لنا أبرز الكتب ، والباحثين الصينيين في مجال الاقتصاد، اللذين شاركوا بأعمالهم في معرض الكتاب لهذا العام.

◄ كم كتاب تم ترجمته من اللغة الصينية إلى العربية في مجال الاقتصاد ؟

هناك 7 أعمال تمت ترجمتها هذا العام في معرض الكتاب لباحثين صينيين ، وتجيب على التساؤل الاشهر لدى المصريين والعرب ، وهو "كيف وصلت الصين إلى هذا التفوق الاقتصادي؟".
 
◄ ما هي أهم الكتب الاقتصادية التي ترجمت في مجال الاقتصاد بشكل عام خلال الأعوام الماضية؟

انجح كتاب اقتصادي تم ترجمته ونشره، عرض بمشروع "كلمة" للترجمة في معرض "أبو ظبي" 2017،  وهو "قراءة في الاقتصاد الصيني"، من تأليف البروفيسور "لين يي فو" نائب رئيس البنك الدولي"، الذي عرف في الصين بـ"أبو النظريات الصينية"، حيث قدم نظريات جديدة في علم الاقتصاد.
 
كما أننا خلال الفترة الحالية نجهز لإصدار كتاب "حقائق حول الاقتصاد الصيني دراسة منهجية"، لنائب رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، ويتحدث عن أسرار التنمية الاقتصادية في الصين، ويجيب عن سؤال "كيف استطاعت الصين خلال ال 30 سنة الماضية تحقيق الطفرة في الاقتصاد، ووصول متوسط دخل الفرد في الصين إلى 10 ألف دولار سنويا".
 
وهناك كتاب ثاني وهو من تأليف مجموعة من الباحثين والمترجمين وهو " الاقتصاد الصيني الإصلاحات والتحولات" ، ويشرح تفاصيل الاقتصاد الصيني منذ بدء عصر الإصلاح والانفتاح عام 1978 وحتى يومنا هذا، وكيف استطاع الصينيون تحويل  الاقتصاد الاشتراكي إلى اقتصاد سوق.
 
كما يوضح الكتاب "كيف أصحبت الصين اليوم  ثاني أكبر دولة مليونيرات ، وثالث دولة مليارديرات، رغم كون الدولة اشتراكية ، ولكنها اشتراكية ذات خصائص صينية ، لا تتبع النموذج الغربي ولا النموذج الاشتراكي.
 
◄ من وجهة نظرك كيف وصلت الصين إلى هذا التقدم الاقتصادي؟

هذا السؤال حير العالم أجمع، فقد كانت الصين سنة 1981 يبلغ مستوى الدخل العام  للفرد  بها 1600 دولار، بينما مستوى الدخل العام  للفرد في مصر كان 1800 دولار، وارتفع بمصر عام 1990 إلى آلفي دولار ، بينما الصين سجلت آنذاك 1400 دولار، الأمر الذي جعل الباحثين الصيني يأتون إلى القاهرة من أجل معرفة كيف وصلت مصر إلى هذا التقدم، ثم حدثت فترة التجمد في مصر على مدار 30 عاما،  وقفز فى الصين إلى 10 ألاف و700 دولار سنويا.
 
 ◄ وماذا عن "مبادرة الحزام والطريق" ؟

لها كتاب يتحدث الشق الأكبر فيه عن اقتصاديات مبادرة الحزام والطريق، وهناك كتاب أخر على وشك الطباعة وهو " مبادرة الحزام والطريق من منظور  الاقتصاد الثقافي العالمي"، ويتحدث عن كيفية تحويل الثقافة إلى اقتصاد، تلك النظرية الغائبة عن الوطن العربي.
 
فهدف الكتاب هو شرح كيفية جعل الثقافة منتج اقتصادي ، على سبيل المثال، هناك قرية الفخار بالفسطاط، إذا تم اعتمادها كمموروث ثقافى بوزارة الثقافة فستتحول إلى تجارة فيما بعد ، ذات ابعاد ثقافية وتراثية .
 
◄ ما هي الكتب الأكثر مبيعا هذا العام فى بيت الحكمة ؟

الكتب التعليمية والثقافية، فهناك أكثر من 15 جامعة في مصر تدرس اللغة الصينية، ولذلك هناك طلبة وباحثين يأتون لشراء مثل تلك الكتب للاستفادة منها أثناء دراستهم، ثم تأتي الكتب الاقتصادية في المرتبة الثانية، وذلك من أجل معرفة اقتصاد الدولة التي سيذهبون للعمل فيها.
 
كما أن الشعب المصري عرف عنه "حب المعرفة"، فلديه الشغف والحب في معرفة سر نجاح الصين.
 
◄هل قام بيت الحكمة بترجمة كتب اقتصادية مصرية إلى الصينية ؟

لا .. فالاقتصاد المصري في الفترة الحالية في حالة تعافي، ولكن هناك نشرات اقتصادية تصدر عن الهيئة العامة للاستعلامات ومركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، تترجم للغة الصينية، لاستخدامها من قبل الباحثين بالمراكز البحثية في الصين.
 
بالإضافة إلى أن هناك ثمانية مراكز بحثية تسمى "مركز الدراسات لشرق الأوسط"، واغلب الباحثين بها لا يتحدثون اللغة العربية، وتأتي إليهم النشرات مترجمة باللغة الصينية، وتصدر بشكل فصلى كتيب يسمى "أحوال الدول العربية" ، يتضمن بالتحليل والتدقيق ظروف الاقتصاد في كل دولة عربية.
 
◄كيف يرى الباحثين الصينيين مستقبل الاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة؟

مؤخرا قرأت دراسة لباحث صيني، تقول ان المستقبل الاقتصادي خلال الفترة المقبلة في المنطقة العربية سيكون "بمصر"، وذلك لان دول الخليج ستواجه أزمة انخفاض أسعار النفط وزيادة حجم النفقات لديهم، إلا أن مصر تتمتع بعمالة تكلفتها بسيطة، وموقعها المميز ، فمصر اقتصاد واعد خلال فترة ما بين 5 إلى 8 سنوات.
 
◄ وعن تكاليف الطباعة هل أثرت على بيت الحكمة هذا العام؟

بالتأكيد تكاليف الطباعة مرتفعة هذا العام، إلا أنه عند المقارنة بين مصر والصين، فإن مصر أسعارها أفضل، لذلك فضلنا الطبع في مصر، ولكن على المستوى المحلي فأسعار مرتفعة.
 
◄ كم فرع لبيت الحكمة حول العالم؟

هناك فروع لبيت الحكمة في مصر والمغرب والأمارات والمقر الرئيسي بكين "الصين".
 
◄ ما هو جديد بيت الحكمة من حيث الخطط المستقبلية ؟

هناك 4 مراكز ثقافية جديدة في بيت الحكمة، وهي الحكمة لصناعة الثقافية وهي تعني بدبلجة الأفلام  والمسلسلات الصينية من أجل نشر الثقافة الصينية حول العالم، بالإضافة إلى إنشاء قناة "يوتيوب"، وبيت الحكمة للاستثمار الدولي، وبيت الحكمة للإنترنت ، وبيت الحكمة التعليمي.
 
 ◄ هل هناك خطط تعاون بين بيت الحكمة والحكومة المصرية؟

بالتأكيد هناك خطة تعاون لم نفصح عنها الآن .. وهناك تعاون قائم مع الهيئة العامة للكتاب، من خلال تحميل 5 ألاف كتاب الكتروني على المكتبة الرقمية لبيت الحكمة، وذلك لآن هناك 45 جامعة بالصين تحتاج تلك الكتب في أبحاثها.
 
◄ ما هي أخر المشروعات التي تنوون تقديمها في مصر؟

هناك تفكير فى أكثر من مشروع، منها إنشاء مدرسة صينية مثل المدارس الألمانية واليابانية والأمريكية، بالإضافة إلى إنشاء مشروع سياحي في مصر مثل الصوت والضوء بتقنيات صينية وتنفيذ مصري.
 
 ◄وماذا عن السياحة الصينية في مصر؟

تعتبر السياحة الصينية الان رقم واحد في مصر، فهناك 5 طائرات شارتر، تححط بشكل أسبوعي فى المطارات الاقليمية المصرية ، ونسعى إلى وضع اللغة الصينية في قوائم الطعام بالمطاعم، واللوحات بالمناطق السياحية حتى يشعر السائح الصيني بأن هناك اهتمام به، فهو شعب يعتز بالغته، ولا يحب التحدث إلا بها.