حالة حوار.. الحرب الشاملة


د. عمرو عبد السميع

العملية الكبرى التى أطلقتها القوات المسلحة بشراكة مع الشرطة المدنية يوم الجمعة الفائت فى وسط وشمال سيناء وقلب الدلتا وغرب الوادى بهدف إحكام السيطرة على منافذ البلد فى كل الاتجاهات الاستراتيجية لقطع الدعم عن كل قوى الإرهاب فى مصر ومنع النشاطات الخاصة بتهريب البشر أو الإتجار فيهم أو التهريب والهجرات غير الشرعية، بالإضافة إلى تدمير حلقات التمويل والتسليح بما يؤدى إلى ضرب الإرهاب على نحو حاسم وقاطع، هى بالضبط ـ ما نص عليه التوجيه الرئاسى للقيادة العامة للقوات المسلحة وللفريق رئيس الأركان عند توليه منصبه، وهى تمثل بداية النهاية لقوى الإرهاب وطبعوا حدا لما استشرى أخيرا من الأفكار المائعة الرخوة الساقطة عن المصالحة التى راح بعض «المستثقفين» يطلقونها حول العلاقة مع الإخوان والإرهاب..

العملية الكبرى هدفت ـ بالدرجة الأولى إلى صون وحماية جهود التنمية التى بدأت تأخذ شكلا أكثر تحديدا عبر أنفاق سيناء وفى محور التنمية بقناة السويس، فالمشروع الحضارى لمصر السيسى ينبغى أن يكون له درع وسيف من أجل حمايته والمحاربة لمصلحة أهدافه، وتلك الحرب الكبرى التى بدأها الجيش باشتراك الشرطة، تحتاج من كل الهياكل السياسية والفكرية وضمنها المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب أن تقدم إسهاما حقيقيا فى المعركة التى نخوضها الآن..

الدولة المصرية تحمى أمنها الإقليمى عبر مواجهة الإرهاب والفوضى الممتدة أوصالها إلى خارج البلاد.. الحرب الكبرى اليوم والتى تشارك فيها كل أسلحة الدولة سبقتها جهود معلوماتية ومخابراتية ثم بدأ تصنيفها وفرزها للتعامل معها للتغلب على الأخطار التى تتهددنا من بعض «اللا دول» التى تحوطنا سواء من غزة أو ليبيا أو غيرها، أو تلك الكامنة فى الدلتا وغرب مصر وهذه الحرب تنفذ التوجيه الرئاسى لبسط القانون خلال ثلاثة أشهر بما يجعل عام 2018 ـ فى تقديرى هو نقطة نهاية الإرهاب.

نقلا عن "الاهرام"