التعاون الواعد بين الصين ومصر


سونغ آى قوه 
 
افتتحت فى يوم 3 مارس دورة المؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى، وفى 5 مارس دورة المجلس الوطنى لنواب الشعب ((الدورتان)) فى بكين. تعتبر الدورتان حدثا كبيرا فى الحياة السياسية للشعب الصينى.

نظام مجلس النواب هو النظام السياسى الأساسى للصين، والمجلس الوطنى لنواب الشعب هو الجهاز الأعلى لسلطة الدولة ويملك حقوق التشريع والمراقبة. أما المؤتمر الاستشارى السياسى فيعتبر شكلا هاما لتعزيز الديمقراطية الاشتراكية فى حياة الصين السياسية والديمقراطية التشاورية لضمان إستراتيجيات الدولة.

اجتماع الدورتين هذا العام هو الأول بعد المؤتمر الوطنى التاسع عشر للحزب الشيوعى الصينى، الذى أعلن دخول الصين إلى مرحلة الاشتراكية فى العصر الجديد، ووضع الخطة العظيمة لبناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل وبناء دولة اشتراكية قوية حديثة على نحو شامل. لذلك، تكتسب هذه المرة من الدورتين مغزى هاما ورسالة هامة. إضافة إلى مراجعة تقرير أعمال الحكومة والمقترحات حول الأحداث الهامة وشؤون الدولة وشؤون الشعب، تناقش الدورتان بكل جدية تنفيذ روح المؤتمر التاسع عشر للحزب وتعميق الإصلاح على نحو شامل وتحقيق الانتصار فى تحقيق مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل وتعديل دستور الصين لتقديم ضمانات دستورية قوية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية فى العصر الجديد، وانتخاب وإقرار المجموعة القيادية الجديدة للدولة والمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى. وكذلك دفع الإصلاح الهيكلى للدولة والحزب وسن تشريعات وطنية لمكافحة الفساد وغير ذلك من الأعمال.

لقد مر أكثر من ستين عاما على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر. ومنذ البداية، سادت بينهما أجواء من الفهم والدعم والمتبادل. إن العلاقات الصينية- المصرية هى علاقات صداقة وإخاء، ونحن جميعا سعداء بما حققته مصر من إنجازات خلال السنوات الأخيرة، ونتمنى لشعب مصر أن يحقق المزيد من الإنجازات فى ظل أجواء مستقرة. وكما أشار الرئيس الصينى شى جين بينج قبل عامين، فى خطابه بمقر جامعة الدول العربية، فإن «الصين تدعم بكل حزم جهود مصر حكومة وشعبا، وتتطلع إلى أن تكون مصر ركيزة للاستقرار ونموذجا للتنمية فى المنطقة.»

فى السنوات الأخيرة، وبرعاية من زعيمى البلدين، شهد الجانبان تطورا متواصلا للتعاون فى مجالات مختلفة وتحققت نتائج وافرة.

فى عام 2014، عندما زار الرئيس عبد الفتاح السيسى الصين لأول مرة، تم رفع مستوى العلاقات الصينية- المصرية إلى الشراكة الإستراتيجية الشاملة. وخلال السنوات الثلاث الماضية، زار الرئيسى السيسى الصين تلبية لدعوة من الرئيس الصينى شى جين بينج أربع مرات. بما فيها حضور قمة مجموعة العشرين بمدينة هانغتشو، وقمة بريكس بمدينة شيامن وغيرهما من الأحداث الدولية الهامة، فى بداية عام 2016، قام الرئيس شى جين بينج بزيارة تاريخية إلى مصر.

إن التبادل والتعاون بين السلطتين التشريعيتين فى الصين ومصر تعتبر مكونا هاما للعلاقات الودية بين البلدين. خلال زيارته لمصر، التقى الرئيس شى جين بينغ مع رئيس مجلس النواب المصرى الدكتور على عبد العال، وكان أول رئيس أجنبى زار الدورة الجديدة لمجلس النواب. هذا دليل على مشاعر الصداقة الودية بين الصين وشعب مصر و مجلس نوابها.

إن الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين حققت دفعة لتعاون الطرفين على نحو شامل فى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والمالية والإنسانية، ودفعت العلاقات الصينية- المصرية إلى ذروة جديدة، واستقبلت هذه العلاقات آفاقا واسعة ووضعا حيويا غير مسبوق.

وبالنظر الى الترابط بين مبادرة «الحزام والطريق» الصينية وإستراتيجيات التنمية المصرية، يشهد التعاون العملى بين الصين ومصر فى كافة المجالات مزيدا من التعميق والتعزيز.

إن دعم الصين لمصر فى مسيرة تصنيعها دعم صادق . كما أن الصين لم ولن تضع مطلقا أى شرط سياسى لتعاونها الاقليمى ومساعداتها للدول الافريقية.

وإننى على ثقة بأن ثمة مستقبلا واعدا للتعاون الودى بين الصين ومصر.


سفير الصين لدى مصر
نقلا عن مجلة "الصين اليوم"