«رشاد عبده» يكشف لـ «صوت المال» الصراع الدائر بين «التنين الصيني» و «القطب الأوحد»

الدكتور رشاد عبده

دينا إسلام


إلى أين ستنتهي الخلافات التجارية، القائمة بين الصين وأمريكا، بعدما فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رسوم على واردات من السلع الصينية بقيمة تصل إلى 60 مليار دولار، وغيرها من الإجراءات.
 
حاورت "صوت المال" الخبير الاقتصادي، الدكتور رشاد عبده، لمعرفة إلى أين ستنتهي تلك الخلافات ولماذا نشأت منذ البداية، حيث سرد لنا بداية الأزمة وتطلعات الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة.
 
وإليكم نص الحوار:

في البداية .. كيف ترى المشهد القائمة بين الصين وأمريكا؟
 
أرى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأ ينفذ البرنامج الانتخابي، الذي أعلنه قبل تولي رئاسة أمريكا، وهو "أمريكا أولا"، فوعد المواطن الأمريكي أنه سيعمل على بناء اقتصاد أمريكا، وتخفيض معدلات البطالة والضرائب، وبناء جدار عازل بين أمريكا والمكسيك، للسيطرة على التجارة غير مشروعة وعمليات التهريب،  تعامل مع أمريكا على أنها دولة نامية، فعين كل الوزراء عسكريين.
 
ولكن .. هل الصين هي المنافس الوحيد لدى أمريكا؟

بالتأكيد نعم .. فالصين لديها خطه بأن تحتل المركز الأول في التجارة عالميا .. خلال عام 2025، وذلك يشكل خطورة على أمريكا، لذلك وجد ترامب أنه يجب أن يكسر كل تلك المخططات من أجل الحفاظ على الاقتصاد الأمريكي، فرفض الرأس مالية و وأعلن أنه ضد العولمة.
 
كيف استطاع ترامب تنفيذ وعوده للمواطنين الأمريكين؟

بالفعل بدأ ترامب يبحث عن الموارد الجديدة التي تحقق دخل لأمريكا، وتقلل نسبة البطالة، فأكتشف أنه لديه "البترول الصخري و الغاز الصخري" ، تلك الثروتين اللتان كانتا بمثابة "طاقة قدر أتفتحت لأمريكا"، فعن طريق ذلك الاكتشاف سيستطيع بناء مصانع حديد وصلب وتصدير المنتج للخارج بدلا من استيراد، وهنا جاءت المعضلة والأزمة لدى ترامب.
 
و ما هي تلك المعضلة والأزمة التي تمنع ترامب من تصدير الحديد للعالم؟

أكبر خمس دول مصدرة الحديد لأمريكا يعدوا حلفاءها، وقرار مثل ذلك سيخسره  كندا و كوريا الجنوبية والمكسيك والبرازيل، أما الصين التي تعد المركز الخامس فهي بالنسبة له منافس.
 
وكيف استطاع ترامب حل تلك المشكلة بدون خوض حرب مع حلفاءه؟   

هنا بدأت الحيلة الأمريكية التي تجعله يصدر قرار لا يؤثر على حلفاءه، فزعم أن الصين تقوم بسرقة المعلومات التكنولوجيا والأفكار عن طريق السياحة الوفادة من الصين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ففرضت عقوبات تجارية عليها، وهي 60 مليار دولار على الواردات من الصين، واستثنت الدول الأربعة الأخرى.
 
ولكن من أين جاءت الأدلة على أن الصين سرقت معلومات تكنولوجيا من أمريكا؟

ربما تعود تلك القصة إلى اكتشاف أمريكا و الصين أنهم لديهم أكبر حقول "للبترول والغاز الصخري"، فبفضل ذلك الاكتشاف أصبحت أمريكا أول مورد في العالم للبترول واحتلت مكان السعودية في توريد البترول، أما الصين فلم تستطيع استخراج هذا الكنز.
 
ولماذا لم تستطيع الصين استخراجه؟

الصين لديها "بترول وغاز صخري"، أكثر من أمريكا، ولكن ما يميز أمريكا عن الصين، هو أن البترول الصخري في أمريكا يوجد في مناطق أرض مستوية، على عكس الصين الذي يوجد البترول الصخري فيها في مناطق جبلية يصعب الحصول عليها.
 
 ورغم ذلك واجهت أمريكا مشكلة وهي ارتفاع تكاليف استخراج البترول من تلك الأرض المستوية، فأصبح منتج غير اقتصادي، وكذلك ستكون مكلفة على الصين هي الأخرى.
 
ولكن ظهر مواطن أمريكي عبقري، استطاع حل تلك المشكلة لدى أمريكا عن طريق الوصول لمادة كيميائية تفتت الصخر بأقل الإمكانيات وبدون أموال باهظة.
 
 هنا يأتي دور الصين في شراء الشركات الأمريكية الصغيرة التي تعمل في مواقع حفر واستخراج البترول، وبذلك ستصل الصين إلى المادة الكيميائية التي اكتشفتها أمريكا، وستقوم باستخراج البترول الصخري الذي يوجد لديها في مناطق جبلية".
 
 
وما هو مصير الشرق الأوسط من تلك المشدات والأزمات القائمة؟

لن يتأثر كثيرا بتلك المشاكل، ولكن الضرار الأكبر سيقع على تلك الدولتين، في حال استمرار عمليات الشد والجذب بينهم.