الغذاء والكساء أم الدواء؟


بقلم : شيرين سيف الدين

متى تصبح الصيدليات مثل السوبر ماركت أو المولات الكبرى من حيث توافر المنتجات ؟

فكما هو لطيف أن نتجول في المولات المختلفة ونجد خيارات متنوعة للملابس والأحذية المستوردة لجميع الماركات العالمية ، أو نتسوق في السوبر ماركت الكبيرة ونجدها توفر مختلف أنواع السلع المستوردة من أجبان ومنتجات أسماك وطعام للقطط والكلاب وغيرها من احتياجات شرائح متنوعة من المستهلكين ، وبالطبع هو شيء ايجابي ييسر على المواطنين بمختلف فئاتهم ويلبي رغبات الجميع .

على النقيض من المؤسف عند احتياج المريض لبعض الأنواع المستوردة من الدواء لا يستطيع إيجادها في الصيدليات ، وكثيرا ما لا يجد لها مثيلا محليا مثلما حدث مع أزمة البنسلين وهو علاج هام ومستمر للمريض وحتى بعد توفير الحقن بشكل محدود لم يتم توفير الأقراص ، كذلك دواء الشلل الرعاش "سينميت " ، و "سينا كتين ديبور " وهو أحد أدوية الكورتيزون الهامة لعلاج عدة أمراض ، وكذلك عدة أنواع من قطرات العين الضرورية ، ويتكرر الأمر باستمرار مع أنواع مختلفة من أدوية الأمراض المزمنة التي قد يفقد المريض حياته بسبب نقصها أو على أقل تقدير تدهور حالته الصحية.

إن نقص أحد أنواع الأجبان أو الأطعمة المستوردة المفضلة لدى البعض ، أو قلة المعروض من الملابس ، قد يعكر صفو مزاجهم ، ولكنه لن يميتهم فالجوعان يستطيع أن يسد جوعه بأي نوع طعام ، وراغب الموضة لن يموت إن لم يجد ماركاته المفضلة .

أما نقص الدواء ففي كثير من الأحيان يكون سببا في الوفاة ، لذا فتوفير الدولار لاستيراد الدواء ، ووضع الدولة خطط استيراده لسد العجز قبل حدوثه لهو أمر شديد الأهمية ويعد مسألة أمن قومي ،  فتأخر العلاج ولو ليوم قد يودي بحياة بشر ، والحفاظ على حياة المواطن ليس ترفا ، وحصول المواطن على احتياجه من الدواء يعد حقا أصيلا من حقوق الإنسان .

فهل الأهم هو تنوع الغذاء والكساء ، أم توافر الدواء ؟