لوسي نشأت تكتب: الغش القاتل!
انبري الولد بكل شجاعه ونبرة صوت كلها اعتزاز بالنفس: "ماما أنا عرفت أغش ، وجاوبت على كل الأسئلة".
منتشيا منتفخ الاوداج ، وكأنه اصبح الأول على فصله والدرسة والمنطقة التعليمية كافة .
طالب غشاش يرحب بالغش، ويخبر والدته بذلك .
المشكله والمصيبة الكبرى كانت عندما سمعت رد والدته عليه بكل فرحه وفخر: "شاطر يا حبيبى ... بس يا رب تكون غشيت من حد شاطر لحسن تطلع اجاباتك غلط".
وددت وقتها ان الطم هذه المرأة على وجهها، بل وفى سلوك ربما يخالف طبيعتى الهادئة المسالمة كنت اود البصق على وجهها .
هذه الام وغيرها من الأمهات المتهاونين يصدرون لنا أجيالا لا تعرف للضمير طريقا ، او للاخلاق منفذا ، فيتسرب لنا جيلا نتهازيا انانيا قائم على الغش والخداع ، فربما يصبح هذا الولد طبيبا او مهندسا "بالغش"، وتضيع بسببه وبسبب امه الاف الارواح نتيجة الجهل والفشل وقلة الضمير .
فى زمن تبدلت فيه كل المعانى والمفاهيم، ربما اشعر اننى توقف بى الزمن عند مرحلة عصر الديناصورات ، واننى أحيا داخل فيلم كوميدى سخيف ، وواقع أخلاقى مرير أسخف .