لوسي نشأت تكتب: الغش القاتل!


اصطحبت والدتى اليوم من مدرستها حيث تعمل ، وكانت هناك بعض الامتحانات العملية لطلاب من مختلف الأعمار، وفى طريقنا الى المنزل، سمعت احد الطلاب، لا يتجاوز عمره الثالثة عشر تقريبا يحدث والدته ، ومن وقع شدة الحوار المفزع على اذناى ، اصابتنى حالة من الذهول جعلتنى اتسمر فى مكانى! .

انبري الولد بكل شجاعه ونبرة صوت كلها اعتزاز بالنفس: "ماما أنا عرفت أغش ، وجاوبت على كل الأسئلة". 

منتشيا منتفخ الاوداج ، وكأنه اصبح الأول على فصله والدرسة والمنطقة التعليمية كافة . 

طالب غشاش يرحب بالغش،  ويخبر والدته بذلك . 

المشكله والمصيبة الكبرى كانت عندما سمعت رد والدته عليه بكل فرحه وفخر: "شاطر يا حبيبى ... بس يا رب تكون غشيت من حد شاطر لحسن تطلع اجاباتك غلط". 

وددت وقتها ان الطم هذه المرأة على وجهها، بل وفى سلوك ربما يخالف طبيعتى الهادئة المسالمة كنت اود البصق على وجهها . 

هذه الام وغيرها من الأمهات المتهاونين يصدرون لنا أجيالا لا تعرف للضمير طريقا ، او للاخلاق منفذا ، فيتسرب لنا جيلا نتهازيا انانيا قائم على الغش والخداع ، فربما يصبح هذا الولد طبيبا او مهندسا "بالغش"، وتضيع بسببه وبسبب امه الاف الارواح نتيجة الجهل والفشل وقلة الضمير .
 
فى زمن تبدلت فيه كل المعانى والمفاهيم، ربما اشعر اننى توقف بى الزمن عند مرحلة عصر الديناصورات ، واننى أحيا داخل فيلم كوميدى سخيف ، وواقع أخلاقى مرير أسخف .