آكلو لحوم الغلابة
دخلت إحدى محلات السوبر ماركت ، بغرض شراء بعض انواع البسكويت، واخترت بالفعل أحد الانواع المتوسطة الشهرة ، وكان مدونا على الباكو "السعر 2 جنيه" ، وهممت بتسليم البائع الثمن، فنظر نظرة متفحصة الى البسكويت ، وانبرى فى ثقة وعزة نفس غريبة، قائلا:"هو فعلا مكتوب عليه 2 جنيه ، بس انا جايبه المحل اغلى، بس مش مشكلة لان حضرتك والاستاذ زباين المحل هابيعه بالسعر المكتوب عليه".
قلت له :"حضرتك ماسمعتش بقرار وزير التموين، بضرورة وضع السعر الاسترشادى على السلعة ، يعنى حضرتك السعر المكتوب ده معمول فيه حساب مكسبك، وحرام تغلى على الناس بلا سبب ، وتعمل الموضوع كأنك بتجامل الناس ، وتتنازل عن مكسبك ، مع انى واثقة تمام الثقة انك لو مش كسبان مش هاتبيع".
ان هذا البائع وامثاله ، من آكلى أقوات الناس، والمتلاعبين بغذاء البسطاء، هم من يفتحون الباب على مصراعيه، لعملية بيع السلعة الواحدة باكثر من سعر، ما يفتح باب الجشع المستمر ، وتحميل المواطن الكادح أعباء اكثر على كاهله ، مستغلين عدم دراية البعض بالقرارات الحكومية ، وبحقوقهم فى معرفة سعر السلعة الحقيقى .
أدعو كل رب وربة أسرة، ألا يقبلا الشراء باسعار ازيد من المدونة على العبوة رسميا ، وان يرفضا التعامل مع اى بائع متلاعب ، لا يلتزم بالاسعار المحددة، فذا امتنعنا انا وغيري عن الشراء منهم فلن يكرروا تلك التجربة تماما وسيلتزمون ، فالمشترى هو من يفرض على البائع احترامه، وخاصة فى ظل وجود قانون يحكم تلك المسألة حاليا.
كما أناشد الحكومة لتكثيف الحملات على الاسواق ، لظبط الاسعار ، مع دخول شهر رمضان المبارك ، ولجوء بعض معدومى الضمير الى تخزين واحتكار السلع ، ضاربين بكل القرارات الحكومية عرض الحائط ومعتمدين على سياسة "مش عاجبك شوف غيري" ، فاذا لم يكن هناك التزاما جماعيا بالاسعار الموحدة ، فستدور الدائرة على هذا التاجر الجشع وامثاله وندخل فى حلقة مفرغة من الجشع المستمر اللا متناهى ، رفقا بالغلابة يا "آكلى لحومهم".