بولا وجيه يكتب: حواديتي مع الفن (1)


في 2009 كنا بنصيف في بورتو جمصة العزيزة، اه بورتو جمصة 
 
وكانت الشقة اللي بنصيف فيها بنحمد ربنا إن فيها شطافة لأن العمارة تشبه العمارات الملبوسة اللي بيتكلم عنها يونس في حكاياته المرعبة
 
المهم المتعة الوحيدة اللي كانت متوفرة وقت المصيف هي لابتوب جرجس اخويا، لابتوب جرجس ممنوع اللمس له أو حتى الاقتراب منه والا المنطقة هتولع بيك واللاب هينفجر في وشك
 
فالوقت اللي بنتجمع فيه علشان نتفرج على فيلم على اللاب كانت دي اللحظات الوحيدة اللي بنبقى فيها وجهاً لوجه مع اللاب مع بعض الاحتياطات والا جرجس هيولع فينا كلنا وفي العمارة كمان
 
كنا تقريباً يوم التلات أو الأربعاء بليل بعد ما روحنا البحر الصبح والسيرك بليل، رجعنا وقعدنا في البلكونة كعادة كل يوم، والناموس يأكل فينا كعادة كل يوم برضه، وقعدنا علشان نتفرج على السينما الصغيرة، لابتوب جرجس
 
يومها كانت السهرة مع فيلم دكان شحاتة، وكانت أول مرة أعرف صبري فواز، يمكن لصغر سني، أو لأني لسة كنت في بداية طريقي.. أو حياتي كلها، وقتها تقريباً كنت ١١ سنة 
 
المهم كان فيه لقطة حلوة فضلت معلقة في دماغي وهي لقطته وهو بيقول للفنان صاحب البرنس الفريد محمد كريم "لا يا سالم، متقتلوش، معهوش سلاح يا سالم".
 
واللقطة دي لسة معلقة معايا لحد النهارده لأني بحسها تنفع في كل مواقف حياتي، اللي هو مثلا ممكن اروح الامتحان اقول للدكتور "لا يا دكتور، متمتحنيش، مش مذاكر حاجة يا سالم... قصدي يا دكتور "
 
المهم انبهاري بشخصيته في دكان شحاتة حمادة، وانبهاري بيه السنة اللي بعدها في كلمني شكراً حمادة تاني خالص، بعدها بسنة كان مشارك في فيلم كلمني شكراً في دور الشيخ الفاسد، حد كده تركيبة غريبة ومريبة بس طعمها حلو، زي السمنة والسكر أو السمنة والبلح
 
صبري فواز -مع حفظ الألقاب- يعتبر مدرسة لوحده، لو طلع قال جملة واحدة كفيل يخليك تتعلق بيها جداً والدليل جملة "أنا يا بنتي!"، أو جملة "أنتي جامدة اوي" واللي كانت رمضان اللي فات في رمضان كريم
 
الفواز مش بس ممثل شاطر، لكن كمان شاعر عبقري ومؤلف، وده يعتبر احسن نموذج لفكرة صاحب بالين شاطر، وصاحب ٣ فشيخ
 
أحياناً كتير لما بفكر لما اكبر نفسي اكون إيه؟، بتيجي في بالي صورتين، هو واحدة منهم، والتانية هقولكم عليها بعدين