الزيادة السكانية


مرعي يونس
 
"الزيادة السكانية كارثة حقيقية.." هذه العبارة وردت في حديث الداعية الإسلامي الشيخ خالد الجندي عن الانفجار السكاني.. وتعريفه العلمي هو زيادة عدد السكان في فترة قصيرة بنسب ومعدلات تفوق الموارد المتاحة وتفوق الطاقة الاستيعابية للأرض.. الانفجار السكاني بهذا المعني حدث في مصر منذ سنوات.. نحن نعيش الآن مرحلة ما بعد الانفجار أؤ نتائج الانفجار وهي واضحة وتتمثل في: 

أولاً تآكل الرقعة الزراعية الطينية الخصبة في الوادي بسبب العمران الرهيب وهذا ما سبق أن حذرنا منه العالم الجغرافي العبقري الراحل جمال حمدان حينما نصح المصريين قائلاً "الطين للزراعة والرمل للعمران"..

ثانيا: تزايد اعتماد مصر في غذائها علي الاستيراد وهو ما يتطلب عمله صعبة ارتفعت قيمتها بمعدلات غير مسبوقة فسقط الجنيه في هوه سحيقة مالها من قرار.

ثالثاً: الزحام والتكدس السكاني الخانق في المدن والقري علي السواء وبالأرقام بلغ تعداد مصر اكثر من 104 ملايين نسمة منهم 9 ملايين يعيشون في الخارج بينما 95 في المائة من مساحة مصر صحراء والنتيجة أن كل هذا العدد يتكدس في الوادي الضيق مما أدي إلي تدهور في الأخلاق وارتفاعات رهيبة في اسعار الغذاء والمساكن وتدهور في التعليم وغياب للقيم وصلة الرحم والشهامة فكل واحد يقول "أنا ومن بعدي الطوفان" ولا يمكن أن تسير الحياة بهذه الطريقة.

وقد يقول قائل إن هذا العدد يمكن تحويله إلي ثروة بشرية لكن الواقع ليس تفكيراً بالتمني فقد ثبت علي مدار السنوات الماضية أن البعض استهلاكيون غير منتجين ومن الصعب تحويلهم إلي قوة منتجة.

والزيادة السكانية مشكلة لها حل حتي عرف المصريون الحقيقة ودعوها أولاً ثم بدأت الحكومة بكافة أجهزتها بتحويل فكرها إلي اجراءات علي أرض الواقع وحسنا فعل الرئيس عبدالفتاح السيسي بتشكيل لجان من الخبراء وأساتذة الجامعات والحل في تقديري يبدأ بالتشخيص الدقيق: ما هي الفئات التي تتناسل بهذه الطريقة المخيفة؟ وأين هي؟ ولماذا يتناسلون علي هذا النحو؟.
الواقع يقول أن 55% من المصريين يعيشيون في الريف. وهي المناطق التي تأتي منها معظم الزيادة السكانية والانجاب هناك مرتبط بثقافة الناس وأسلوب حياتهم والحياة في الريف تقوم علي استنهاض القوة والتفاخر بها فالمثل السائد هناك "اللي مالوش ولد مالوش سند" والانجاب مرتبط ببعض النصوص الدينية غير المؤكدة وأساليب الزراعة التقليدية التي تعتمد علي الرجال لذلك فان حل المشكلة يبدأ أولاً بالتوعية عن طريق رجال الدين وتحديث اساليب الزراعة واقامة العدل في ابهي صورة بالعودة إلي النطام القديم المتمثل في العمدة وشيخ البلد وشيخ الحارة وانصاف أبوالبنات واقامة المحاكم الشرعية. 

 نقلا عن الجمهورية