بالعقل .. حالة ترقب


إيمان عراقى
 
حالة الترقب التى يعيشها المواطن حاليا بعد إعلان الحكومة زيادة أسعار المواد البترولية قريبا وإن لم يكن رسميا إلى الآن وذلك وفقا للبرنامج الزمنى الذى وضعته الدولة لعلاج خلل نظام الدعم السابق وما ترتب عليه من آثار سلبية يعانيها الاقتصاد حاليا وعلى رأسها تفاقم عجز الموازنة ونحن نعلم ذلك جيدا ومتفقون عليه الا أن طريقة إدارة الموقف غير صحيحة. 
المواطن فى ظل الضغوط الحياتية وخاصة الاقتصادية التى لا تفرق بين غنى وفقير أصبح لديه استعداد لتصديق اى شائعات خاصة الأسوأ وهذه الحالة يطلق عليها فى علم النفس حالة الإيحاء والترقب وهذا أفضل وقت وأفضل فرصة لدس السم فى العسل والنفخ فى النار وزيادة حاله الاحتقان بين المواطن والدولة وهذا ما تسعى إليه دول وجماعات معروفة للجميع ويطلق عليها الحروب النفسية.
وعلى صعيد آخر بدأ بعض التجار المستغلين تهيئة السوق والمستهلك لموجة جديدة من زيادة الأسعار وطبعا كله على حساب المواطن.
وللحد من هذه الظاهرة وطمأنة الناس لابد ان تتوافر المعلومة الصحيحة من الجهة المسئولة بمعنى ان يخرج الوزير ويقول وفقا للجدول الزمنى الموضوع مسبقا سيتم تخفيض الدعم عن المواد البترولية بنسبة محددة..وهذا سيترتب عليه ارتفاع أسعار المواد البترولية بقيمة محددة على أن يبدأ التطبيق فى تاريخ محدد.
حالة المصارحة هى السبيل الوحيد لمواجهة مخاوف الناس خاصة أن القيادة السياسية تنتهج أسلوب المصارحة والمواجهة فى أصعب الملفات خاصة الاقتصادية والسياسية فاحترام عقلية المواطن ووضعه أمام مسئولياته تجاه بلده سيحقق أفضل نتيجة ولنا تجارب سابقة ناجحة وإتاحة المعلومة الصحيحة فى الموعد المناسب هى السبيل الوحيد للقضاء على حالة الانتظار وتهيئة الرأى العام لقبول القرار حتى وان كان صعبا ونضيع الفرصة على المستفيدين من مناخ القلق والتوتر وتوقع الأسوأ بين المواطن والحكومة.

نقلا عن الاهرام