الأوتوبيس بقى لونه بمبي!


مقال بقلم: شيرين سيف الدين 

هل طغت المادة على كل شيء ، لدرجة أن يستقر اختيار الشركة الراعية للمنتخب المصري لكرة القدم ، والمشارك في كأس العالم روسيا 2018 ، على اللون (البمبي) لحافلة  الفريق لمجرد أن اللون يرمز للشركة ؟.
 
يأتي هذا الاختيار الغريب بعد اعتماد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الشعار الذى سيتم وضعه على الحافلة وهو "لما نقول الفراعنة الدنيا تقوم تسمعنا"، بعد أن حصل على أعلى تصويت من جانب الجمهور فى الاستفتاء الذى شارك فيه الكثيرين من عشاق الفراعنة فى كل مكان ، ولكن شعار كهذا ولون بمبي لا يتمازجان أبدا ، (don't mix) نهائيا .
 
هل يعقل ان تسمح مصر، بألا تتلون الحافلة بألوان علمها، من أجل حفنة أموال تدفعها الشركة الراعية أو قد تجنيها؟ 
 
لا أعلم من هو حقا صاحب الفكرة والاختيار العجيب ، ومن الذي وافقه ، فقد كان كافيا جدا وضع لوجو الشركة بوضوح دون الإصرار على صبغ حافلة رجال مصر وأبطالها في كرة القدم بهذا اللون الأنثوي، وكان من الممكن أيضا القيام بحملة دعائية بعمل استفتاء على موقع الشركة يسمح للجماهير بالمشاركة في اختيار تصميم نهائي يرضي الأغلبية .
 
الموضوع ليس اختراعا للعجلة ، فبنظرة خاطفة على الشركات الكبرى الراعية لمنتخبات دولية منذ سنوات لن نجدها تصر على صبغ الحافلات بلون المنتج، والأغلب الأعم هو أن يكون اللون مستوحى من ألوان العلم الوطني مع الابتكار في التصميم النهائي، ومثال على ذلك شركات المشروبات الغازية الشهيرة التي نجدها تكتفي بإبراز علامتها بشكل ملفت وراق في نفس الوقت .
 
المسألة هنا ليست مسألة أذواق ولكنها مبادئ معروفة ، وأمور بديهية .
 
 أعتقد أن الشركة لو أصرت على هذا الاختيار لن تحقق ما تتمناه في زيادة عدد مشتركي خدماتها ، بل قد يحدث العكس تماما ، وربما يصل الحال بالجماهير لمقاطعتها ، خاصة إن الشركة محلية ولن تستفيد بإبراز لونها بهذا الشكل الفج في بطولة مقامة خارج مصر أصلا ، ومن الأجدى أن تراجع الشركة نفسها وتلبي رغبة الجماهير إن أرادت كسب السوق المصري لا خسارته ، والأهم من ذلك الحفاظ على واجهة وصورة مصر في الخارج بدلا من فضحها لأجل التصور بأن ذلك سيجعلها تجني مزيدا من الأموال وهو ما لن يحدث بالطبع .
 
أما السؤال المهم المطروح الآن، هل ستكتمل الفضيحة وسنشاهد تيشرتات أبطال المنتخب (بمبي ) أيضا لأجل إرضاء الشركة الراعية والسير على مبدأ بفلوسي وإذا كان عاجبكم؟!