ماذا بعد اجتياز التحدي الأول؟


 بقلم : شيرين سيف الدين 

التحدي الأول الذي اجتازه الرئيس عبد الفتاح السيسي بامتياز خلال ولايته الأولى كان (الخارج) وإعادة مصر للمشهد العالمي بقوة .
 
وها نحن نبدأ مرحلة جديدة ، مع فترة ولاية جديدة ، أعتقد أن الأولوية فيها والتحدي الأساسي والأهم هو (الداخل) ، وبخاصة الوضع الاقتصادي ، وغلاء الأسعار الذي يطحن يوميا الطبقة المتوسطة ، التي باتت وكأنها المسؤولة عن حل مشكلات الدولة الاقتصادية ، ودفع ضريبة إخفاقات العقود الماضية ، وأصبحت المسؤولة عن بناء المستقبل من ميزانيتها التي بالكاد تكفيها ، فالأسعار تزداد ، والضرائب ترتفع ، والأجور ثابتة ، أما أصحاب المعاشات فحدث ولا حرج ، حتى أن العديد منهم وضعوا مدخراتهم البسيطة في الشهادات ذات عائد ال ٢٠ / مما ساعدهم في زيادة دخولهم إلى حد ما ،  لكن سرعان ما فوجئوا بتخفيض سعر الفائدة وهو أمر كان ضروريا ، لكن الخلاصة أنهم فقدوا جزءا من دخولهم مما زاد من صعوبة حالتهم المعيشية .
 
الرئيس مجرد شخص لا يستطيع أن يفكر في جميع الاتجاهات ، ويتخذ القرارات في مختلف المجالات منفردا ، ولابد أن يساعده معاونيه من المتخصصين بجدية في حل المشكلات ، ومواجهتها والبحث عن حلول خارج الصندوق لزيادة موارد الدولة وتخفيف أعباء المواطنين ، والوصول بهم إلى حالة معقولة من الرضا ، بالأفعال والخطوات العملية وليس بالكلام والوعود فقط .
 
مشكلة من المشاكل الكبرى التي نواجهها أننا نجد العديد ممن تقلدوا مناصب قيادية ووزارية في الدولة ( دون ذكر أسماء ) كانوا قبل تقلدهم للمنصب يتحدثون في وسائل الإعلام عن المشكلات وأساليب مواجهتها والحلول المطروحة ووو...... ، ولكننا فوجئنا أنهم وقت العمل على أرض الواقع فشلوا في تقديم أي من الحلول التي كانوا يوهمونا أنها المفاتيح السحرية ، وربما لشدة ثقتهم في أنفسهم في مرحلة الكلام عن بعد ، ولخبراتهم أيضا تم اختيارهم لعل وعسى ينجحوا فيما فشل فيه غيرهم ، خاصة أن منهم أساتذة جامعات وخبراء اقتصاد ، ولكن هيهات .

الأمل كل الأمل أن يبذل كل مسؤول وافق على تقلد المنصب ما في وسعه لرحمة المواطن وخاصة الطبقة المتوسطة لما تعانيه من ضيق ذات اليد ، فالدولة مؤخرا أولت اهتماما كبيرا بمحدودي الدخل ، ومن هم تحت خط الفقر ، وبدأت تبني لهم المنازل وتوفر لهم حياة أفضل مما كانوا عليه ، لكن للأسف من جيوب الطبقة المتوسطة ، وليس من موارد جديدة بعيدة عن المواطن الذي أصبح ينتمي لما نستطيع أن نطلق عليها اليوم الطبقة المطحونة .

نداء للسادة المسؤولين أرجوكم ساعدوا الرئيس وكونوا له خير معين لما فيه صالح الوطن والمواطن .

فلا حلم لكثير من المواطنين اليوم سوى تحقيق ما قاله الرسول الكريم " من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافىً في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها "

فهل هذه المطالب الثلاث مستحيلة ؟ وهل نأمل أن يأتي اليوم الذي يحيز فيه كل مواطن على ارض الوطن الدنيا بأسرها ؟