اهلا بالعيد


احمد العطار

قبل ايام من حلول عيد الفطر المبارك فاجأتنا وزارة التموين بخبر سار وهو طرح كميات ضخمة من كعك العيد ومشتقاته واخواته بسعر منافس يقل عن سعر السوق بنحو 30% وفي حالة التعاقد علي كميات كبيرة تبدأ من 100 كيلو تزيد نسبة التخفيض الي 40% .. واكدت "التموين" انها انتهت فعلا من انتاج 22 طنا من منتجات العيد تزيد خلال ايام الي 30 طنا ..

ويبلغ سعر البسكويت بالسمن البلدي 63 جنيها والكعك السادة والمحشو بالملبن والعجوة 73 جنيها ولهواة المكسرات الكيلو ب 100 جنيه.. وتعرض التموين هذه المنتجات في منافذها ومجمعاتها المنتشرةپ في انحاء الجمهورية في اطار معرض مفتوح " اهلا بالعيد " مثلما نجحت طوال شهر رمضان في تنظيم "اهلا رمضان¢. 

هكذا تطور الدولة من فكرها واستراتيجيتها وتطوع اجهزتها وامكاناتها الضخمة في منافسة القطاع الخاص لتقديم سلعة وخدمة متميزة للمواطن المطحون بأسعار مناسبة .. فالدولة لاتهدف الي الربح ويكفيها تغطية تكاليف الانتاج فحسب بعكس القطاع الخاص الذي لايهمه الا جني الارباح حتي وان كان علي جثث الغلابة والمساكين .

اكثر من هذا يجب ان تحلق الدولة ممثلة في شركاتها القابضة وأذرعها الانتاجية بعيدا وتغرق السوق بانتاجها المتميز ذات الجودة العالية وباسعار مخفضة .. منتجات متنوعة تلبي كافة احتياجات المواطنين وهنا لايجب التوقف عن سلع غذائية كالسكر والزيت والارز وغيرها .. ولا الكعك والبسكويت والغريبة فحسب .. بل تطرح انتاجها من الملابس والاحذية والشنط وغيرها من الاحتياجات الاساسية التي زادت اسعارها بصورة خيالية أحرقت أحلام الغلابة في توفيرها لأبنائها .وهناك سلسلة محلات عمر افندي وصيدناوي وبنزايون وشيكوريل والتي لااعرف مصيرها او تبعيتها وهل مازالت تابعة للدولة ام استحوذ عليها القطاع الخاص والتهمها بأنيابه الوحشية مثلما التهم مؤسسات كبيرة في غفلة من الزمن والحكومات المتعاقبة. وتستطيع وزارات التموين والتجارة الداخلية والصناعة والتجارة والانتاح الحربي تأسيس شبكات توزيع يقودها الشباب الجاد الباحث عن عمل لتوصيل منتجاتها الي كل بيت وحارة في مصر .

واذا كانت قواعد اللعبة فيما يسمي باقتصاد السوق الحر تمنعنا من فرض تسعيرة جبرية علي السلع حتي لانتعرض لعقوبات دولية مغلظة اذا ما لجأ تجار الجشع والاستغلال لمحاكم دولية .. فاننا نستطيع كدولة ان نغرق السوق بمنتجات من مصانعنا ومزارعنا باسعار مخفضة تغطي تكاليف الانتاج بعيدا عن حسابات المكسب والخسارة .. وفي كل الاحوال لايجب ان نترك المستهلك البسيط الغلبان فريسة سهلة ولقمة سائغة يلتهمها وحوش السوق الذين لايعرفون ذمة او ضميرا.

وبمناسبة الحديث عن المستهلك وحقوقه .. اتمني ان نري ونشعر بدر علي علي الارض في عهد رئيس جهاز حماية المستهلك الجديد اللواء راضي عبدالمعطي وهو قيادة شرطية اكاديمية مرموقة وحاصل علي دكتوراه في حقوق المستهلك .. اتمني ان يبتعد الجهاز عن الادوار الكرتونية التليفزيونية جريا وراء شو اعلامي لايغني ولايسمن من جوع .. المستهلك المصري طحنته الاطماع ومصت دماءه مافيا الجشع والطمع وآن الأوان ليتولي أمره محام قوي امين لديه مخالب وانياب تفتك بكل من يهدر حقوق المستهلك وكله بالقانون وبما لايخالف شرع الله . 

نقلا عن الجمهورية