أسواق البؤساء.. «وجعك يا بطنى ولا كبّ الطبيخ»

انديانا خالد


يقولون فى المثل القديم ، «وجعك يا بطنى ولا كبّ الطبيخ»، فى اشارة الى انه من الافضل تناول الطعام كاملا وبقاياه ، حتى لو ادى ذلك الى تعب المعدة والجسم ، فانه افضل من رميه فى القمامة.

وكذلك الحال مع تجارة مخلفات الطعام ، التى اصبحت تجارة منتشرة تدر الكثير من الارباح ، وتساعد محدودى الدخل على «شم» ريحة اللحمة أو الفراخ ، بعد الارتفاع المتتالية فى أسعار السلع الغذائية وتدني الحالة المعيشية ، فلجأت الأسر الفقيرة إلى البحث عن طعمها في أواخر النهار، أو في أسواق الشعبية الأسبوعية، مثل سوق الثلاثاء في المرج، وسوق الخميس في المطرية وسوق الأثنين في كرداسة، وسوق الجمعة في أمبابة، أو البحث أخر النهار عن ما تبقى لدى الخضري من بواقي خضار وفاكهة شراؤها بأقل الأسعار، او مخالب دجاج من الفرارجى، وتكتمل الفرحة الكبيرة بـ«ماسورة» من عند الجزار، يتم الطبخ بها بدسمها، وتناول شوربتها، ولا مانع من الحصول على بقايا نخاع مكتنز بداخلها.
 
 
أرجل الدجاج

 
 
أصبحت أرجل الدواجن، عليها طلب كبير خلال الفترة الأخيرة، فوصل سعرها الآن إلى 10 جنيهات للكيلو بعدما كانت تباع بدون سعر أو تعطي بدون مقابل، إلا أن بعد ارتفاع أسعار الدواجن وتخطي سعرها 30 جنيها، أصبحت هي ملاز كل فقير.

ويرى أحد بائعي الدواجن، ياسر اسماعيل، أن المواطن أصبح يلجأ إلى أفضل جزئية في الفرخة وهي الأرجل، والتي تعمل على تقوية الأعصاب وعلاج بعض أمراض العظام، مشيرا إلى أن المواطن أصبح يبحث عن ما هو مفيد ورخيص له.

وأضاف:" سعر كيلو الرجول وصل الآن إلى 10 جنيهات، إلا أن هناك من يوزعها على الفقراء مجانا، ويباع كيلو الهياكل بـ 7 جنيهات"، مشيرا إلى أنه كان يتم التخلص من تلك الأشياء قديما، ولكن مع تزايد الطلب عليها أصبحت تباع لتحقيق مكاسب مادية.
 
الفاكهة والخضراوات
 
وفي أواخر النهار، تتسوق ربه المنزل لشراء احتياجاتها من الخضار والفاكهة، اللتان اقتربا من الفساد، بأقل من 50% من سعرها في الصباح الباكل، حيث يلجأ البائع إلى بيع الخضار بأقل الأسعار ليلا ليقوم بشراء بضائع جديدة صباحا.

وتقول أم هاشم، بائعة خضراوات وفاكهة: " أفرز الفاكهة والخضراوات كل صباح لاستخراج الذي أوشك على الفساد وأبيعه بنصف الثمن حتى لا أخسره".
 
وأضافت أن أكثر من يتردد على الفاكهة التي أوشكت على الفساد هم الفقراء، والذين يكونون عادة إما موظفين أو عمال، وأكدت أن ارتفاع الأسعار جعل المواطنين لا يستطيعون شراء فاكهة سليمة لأولادهم.
 
"ترويقة اللحمة"

وأكد أيمن محروس، جزار، أن الوضع تغير بعد الثورة فأصبح المواطن يلجأ إلى شراء ما يسمى بـ" ترويقة اللحمة " والتي تشمل الماسورة، والعصب والقطعة التي وضع عليها ختم اللحمة.
 
وأوضح محروس أن سعر كيلو العصب والماسورة الكندوز بـ ٦ جنيهات، أما اللحم الجملي فكيلو الدهن به يصل إلى ٨ جنيهات، بينما لا يزيد سعر الماسورة على جنيهين ونصف الجنيه.

الأسواق الشعبية

وفي الأسواق الشعبية، يجد المواطن الفقير ما لذا وطاب من سلع غذائية وخضار بأسعار مخفضة عن السوق الخارجي بنسبة تقدر بـ 60%، حيث يلجأ البائعين إلى شراء البواقي من المصانع وبيعها في الأسواق برفع ونصف ثمنها.

فمكن جانبه أوضح محمد رزق، بائع شيبسي بالكيلو:" إعلانات التليفزيون جعلت الفقير يريد أن يأكل مثل الغني، لذلك اشتري له الشيبسي بسعر رخيص من المصنع وابيعه له الكيلو بـ 14 جنيها والربع بـ 350 قرشا".

وغضب رزق من الشائعات التي تروج بأن الشيبسي الذي يباع بالأسواق منتهي الصلاحية، قائلا:" كذب كل مايروج.. أنا بروح مصنع الشيبسي وباخد الأكياس اللي اتقفلت بالخطأ أو فيه مشكلة في التقفيل وبواقى التعبئة بأسعار رخيصة ولكن ليس المرتجع من المحال".
 
وأكدت أم هاني ، بائعة جاتوه، أنها تذهب إلى محال الحلوى الفاخرة، وتشتري منهم بواقي الجاتوه الكيلو بـ 7 جنيهات، وتبيعه بـ 10 جنيهات.
 
وأشارت إلى أنها تتأكد من سلامة الجاتوه والكيك قبل شرائه، وأضافت أن هذه البواقي أصبح لها زبون يأتي إليها كل أسبوع.