كمائن الثواب


أنديانا خالد

اقترب الوقت منى على صلاة المغرب ، وانا داخل هذا الميكروباص فى رحلتى المعتادة الى منزلى عبر الطريق الدائرى ، وشاءت الظروف ان استقل الميكروباص قبيل موعد الاذان بنصف ساعة ، فى محاولة سريعة منى للحاق بالافطار فى منزلى .

ومنذ تسلم السائق بدية الطريق ، فى رحلة لا يتجاوز زمنها الفعلى نصف الساعة ، صادفت السائق عشرات الكمائن ، ولكنها ليست كمائن شرطية ، وانما هى "كمائن الثواب" ، فى شهر الخير والنفحات والبركات الذى يودع يومه الاخير معنا.

تجمعات صغيرة كل كيلومترين تقريبا، تجبر سائق السيارة على التهدئة، يوزع افرادها العصائر والبسكويت والتمور والسندوتشات على الراكبين، فى اصرار على نيل ثواب افطار صائم، فهذا الكمين يوزع عصير معبا، والاخر بسكويت بالتمر، والثالث تمر عالى الجودة ، والرابع سندوتشات لحوم ، اينعم لحوم !.

شعب مصر يحب الخير ومتاصل به فطرة حب الغير ، خاصة عندما تعلو القيمة الروحانية لديه ، طمعا فى الثواب وارضاء الله عزو وجل .

ذهبت الى منزلى، وذهب كل راكب فى السيارة وهو معبا ايضا بمقدار كيس بلاستيك من كوكتيل العصائر والبسكويت والتمر ، وليست فرحة الطعام بقدر ما هى فرحة التكافل المجتمعى ، والتراحم ، والخير والحب والمودة .
 
كل سنة واحنا طيبين ، كل سنة ومصر واهلها فى رباط الى يوم الدين ، كل سنة يا مسلمين ويا مسيحيين واحنا طيبين .