العم سام والتنين الصينى


عبد الفتاح إبراهيم

طرح الرئيس الصينى بنهاية العام الماضى مبادرة تحت مسمى (رابطة المصير المشترك للبشرية)، وأجازتها لجنة التنمية للأمم المتحدة مع قرار أمنى يمنع سباق التسليح فى الفضاء الخارجي، وقد ثمنته الشعوب لعلانيته. لكن ما يوجد على أرض الواقع هو خارطة طريق جديدة تسمح بتعدد القوى والأقطاب فى حرب اقتصادية بدأت (بفرض رسوم جمركية حمائية) من العم سام والتنين الصيني،

وحرب اقتصادية وتنافس على استنزاف الشعوب الكادحة والاستحواذ على الموارد والثروات الطبيعية والمواد الأولية بأوطان الشعوب الإفريقية، والهيمنة على مصادر الطاقة مقابل تبادل تجارى غير مقنن، حيث تعمل الصين على ضخ استثمارات لإقامة مشاريع جديدة لوضع قدم لها فى القارة السمراء، ووضع اليوان كعملة دولية مقابل الدولار بتسهيلات ائتمانية ميسرة أدت لتداعيات اقتصادية سلبية على الدول الإفريقية وزادت ديونها الخارجية,

ولجأت تلك الدول إلى المنظمات الاقتصادية الدولية مثل صندوق النقد الدولى ونادى باريس لجدولة ديونها والهروب من الإفلاس واحتمالات سقوط الدولة. ويطالب صندوق النقد الدولى الدول الإفريقية المتعثرة بضرورة زيادة الضرائب وترشيد الاستهلاك ورفع الدعم، ومحاربة الفساد. التنافس الصينى الأمريكى على القارة الإفريقية أدى إلى استنزاف ثروات تلك الدول وتزايد مشكلاتها الاقتصادية وضعف استقلالها الاقتصادى والسياسى ولم يحقق التنمية الشاملة فى تلك الدول. نحن العرب لدينا جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي،

وهناك الدول الأربع مصر والسعودية والإمارات والبحرين ذات الخصائص والمواقف الجادة والواضحة، والبعيدة عن الإملاءات الخارجية وتعمل على تدعيم الأمن القومى العربى ومكافحة الإرهاب والتطرف وتكريس الاستقلال السياسى والاقتصادى العربى الذى ينبع من حضارتنا وثقافتنا وتنوع مواردنا الاقتصادية الهائلة. 

نقلا عن الاهرام