العودة بخفي حنين


بقلم : شيرين سيف الدين

ها وقد انتهت رحلة المنتخب المصري في كأس العالم بعد أن قضت على حلم جماهير مصر في الفوز بأي مبارة من الثلاث، وبعيدا عن الأسباب التي يشير إليها القاصي والداني، والتي قُتلت بحثا فالخلاصة أننا قد فشلنا في إحراز أي نجاح كروي في كأس العالم ، لكن هل يا ترى نجحنا في الاستفادة من الحدث بإحراز أي نجاح  سياحي والاستفادة من تواجد جماهير من مختلف دول العالم في مكان واحد؟

عادة ما تكون هذه المناسبات فرصة ذهبية للدول الراغبة في جذب المزيد من السائحين ، حيث إن شريحة الجماهير التي تسافر وراء منتخباتها من نوعية الأشخاص المحبين للسياحة والسفر في أغلب الأحيان ، أي أنهم المستهدفون للجذب، فهل فكرنا في سبل لجذبهم وتعريفهم بالسياحة المصرية ؟

شاهدت صورا لفكرة بسيطة وغير مكلفة لجماهير تونس توزع صورا لمعالم الجذب السياحي في تونس على باقي جماهير العالم كنوع من الإعلان لتونس ، وبقدر احترامي للفكرة ، بقدر ما شعرت بالحمية والغيرة على وطني ، ولماذا لا يفكر مسؤولوه خارج الصندوق ، وكيف لا يكون شاغلهم الشاغل الاستفادة من كل فرصة قد تفيد الوطن !.

لا أعلم ربما حدث ولكن للحقيقة لم نقرأ ولم نسمع عن مثل هذه الفكرة أو عن خطة لوزارة السياحة لاستغلال الحدث في صالح مصر سياحياً بكل الوسائل الممكنة ، ومنها وسيلة هامة وبسيطة عن طريق الاستفادة من جمهور ومشجعي الفريق المصري المتواجدين هناك ، باعتبارهم أوفر وأسهل الطرق لعرض المنتج المصري فترة تواجدهم وتجولهم وسط شعوب العالم .

لو أن وزارة السياحة قامت بطباعة كتيبات عن السياحة المصرية مع عروض وأسعار مغرية ، وسلمت كل مشجع مصري عددا منها وطلبت منه توزيعها على الجاليات الأجنبية التي يصادفها لكان من أسعد الناس لأنه سيقوم بخدمة وطنه ، ولكانت الفكرة حققت الكثير وأشعرت المشجع المصري بقيمة دوره تجاه مصر .

لو فكرت وزارة السياحة في إرسال مندوبين من الوزارة للتواجد في أماكن المشجعين لعرض أهم ما تتميز به مصر وتوضيح الميزة السعرية المنافسة ، والأماكن  والمدن السياحية الهامة في مصر مع عرض فيديوهات على شاشات أجهزة الكمبيوتر ، وتوزيع سيديهات لعرض الواقع السياحي والأمني في مصر ، ومقاطع لسياح من دول مختلفة يتحدثون عن رحلتهم لمصر وشعورهم بالأمان فيها وهو أمر بسيط كان يسهل إعداده منذ أن علمنا بمشاركتنا في هذا الحدث الهام ،  بإجراء لقاءات مع السائحين في شرم الشيخ ودهب والغردقة والأقصر وأسوان وغيرها طوال الشهور المنصرمة والاستفادة بها في الترويج لمصر أثناء هذا الحدث العالمي الهام ؟

الفرصة كانت ذهبية ( وحاجة ببلاش كدة ) تجعلنا نعود وقد استفدنا وحققنا أي نتيجة إيجابية في أي مجال حتى وإن كان خارجا السياق وبعيدا عن الهدف الأساسي بدلا من العودة بخفي حنين .