الهلال النفطي كنز ليبيا الثمين


عبدالهادي ربيع 

النفط هو مصدر الثروة الاقتصادية في ليبيا، والمصدر الرئيسي للدخل العام للبلاد بنسبة 95%، وتدير جميع المنشآت النفطية «المؤسسة الليبية للنفط».

والاهتمام الاعلامى والعسكرى الكبير بمنطقة الهلال النفطي على وجه التحديد والموانئ النفطية ، له أسبابه الاقتصادية وليست الأمنية والاستراتيجية فحسب، حتى انه تم تحرير تلك الموانئ في اقل من ساعة وسميت معركة «الاجتياح المقدس» اعلاميا بمعركة النصف ساعة ، حيث نجح الجيش الليبي مؤخرا ، في تحرير تلك المنطقة من قبضة الميليشيات المتشددة، فتلك المنطقة الغنية تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة، كونها تحتوي على 80 في المائة من الثروة النفطية للبلاد، ما حولها إلى مطمع دائم للمسلحين.

ويمتد هذا الحوض النفطي، الأغنى في ليبيا، لأكثر من 200 كلم، وتنتج حقوله نحو 60 في المائة من الإنتاج النفطي، كما يضم أهم موانئ تصدير النفط.

يقع الهلال النفطي على سواحل البحر المتوسط من «أجدابيا» شرقا إلى «السدرة» غربا، ويضم منشآت نفطية هي «ازويتينة والبريقة ورأس لانوف والسدرة والهروج»، وتشكل منطقة الهلال النفطي أحد أهم المنشآت النفطية في ليبيا، إذ تضم موانئ لتصدير النفط الخام للخارج ومصانع لإنتاج النفط والغاز، لكن، هذه المنشآت النفطية، المتمثلة في الحقول والموانئ، أغلقت عن عمد مرات عدة خلال السنوات السبع الماضية، وتعرض بعضها للتخريب والتدمير، جراء النزاع المسلح بين الميليشيات لاستغلالها، وللحصول على مكاسب مالية.

ويبقى السؤال: لماذا تسعى التنظيمات المتطرفة لاستعادة السيطرة على الهلال النفطي الغني والقتال بشراسة من أجله؟
 
نجد ان التنظيمات الارهابية تقوم دائما بمهاجمة المنطقة لبعد يتعلق بالبعد الاقتصادي، اذ تعيد تلك السيطرة إلى أى التنظيم نقاط القوة التي تربطه بعناصره وكافة التنظيمات المتشددة في ليبيا او خارجها وتحقيق الوفرة المالية.

وبالعودة الى احتياطيات النفط الليبي تعد ليبيا هي الأكبر انتاجا في قارة إفريقيا وتحتل المرتبة التاسعة بين عشر دول لديها أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة لبلدٍ في العالم.بمعدلات تقدر 46.4 مليار برميل ( 7.38×109 متر مكعب) فى احصاءات سنة 2010. 

وبلغ معدل الإنتاج اليومي بعام 2010 , 1.65 مليون برميل (262×103 متر مكعب/يوم) حيث يقدر أن تستمر الاحتياطات مدة 77 سنة إذا ما استمر الإنتاج بالمعدل الحالي ومالم تكتشف أبار نفط جديدة.

وتعتبر ليبيا منطقة ذي جاذبية نظرا لزهد تكاليف إنتاج النفط (تصل حتى دولار للبرميل في بعض الحقول) ولقربها من الأسواق الأوروبية. 

وكانت ليبيا تنتج حوالي 1.6 مليون برميل قبل الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011.

ويصدر اجمالى النفط الليبي (85%) إلى الأسواق الأوروبية وبلغت صادرات النفط الليبي إلى الاتحاد الأوروبي حتى عام 2010، 11% أو 403 مليون برميل جاعلة إياها ثالث أكبر مصدر بعد النرويج وروسيا.

لذا لم يكن من قبيل المفاجاة اعلان المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري، فور اعادة الاسيطرة الامنية على المنطقة، تسليمها للمؤسسة الوطنية للنفط في مدينة بنغازي شرقي ليبيا، وعودة الأمور الى نصابها الصحيح.