«ماركو»..المسعف المثالي


مصطفى حمزة 

في يوم من ايام يونيو ٢٠١٧ كنت على الهواء في التليفزيون المصري، واتصل جيراني في الصعيد بالإسعاف لإنقاذ زوجتي بعد ما وقعت داخل المنزل وأصيبت بكسور خطيرة .. وجاء المسعف وكانت المفاجأة التي أذهلت الحضور أن يستغرق في نقلها لسيارة الإسعاف ساعة ونصف بسبب حرصه على الكسور لكي لا تتضاعف .. وهذا الحرص لازمه داخل سيارة الإسعاف في طريقها لمستشفى مغاغة، إذ كان يأمر السائق مرارا وتكرارا بتهدئة السرعة حفاظا على حالة المريضة.
 
وكعادة المصريين حاول أحد أقاربي دفع مبلغ من المال للمسعف والسائق (إكرامية أو شاي) وكان رد 《ماركو》 المسعف مفاجئا للجميع إذ قال" :إنتو عايزين أجري وثوابي يضيع؟!" ورفض رفضا باتا أخذ أية أموال.
 
تمنيت أن ألتقي هذا المسعف لأشكره على إنسانيته التي لا تقدر بمال وإنقاذه لحياة زوجتي .. واليوم وبعد مضي عام تحققت أمنيتي!.
 
فجر اليوم اتصلت بالإسعاف لإنقاذ زوجتي من آلام شديدة بالمعدة أفقدتها القدرة على الحركة لبعض الوقت، وقبل مضي ٦ دقائق تصل سيارة الإسعاف وينزل منها 《ماركو》 أيضا، الذي لم يتوانى كعادته في القيام بعمله على الوجه الأكمل دون أي مقابل.
 
لذا قررت أن أشكره عبر مواقع التواصل الاجتماعي والاعلام .. ليكون قدوة لغيره في زمان أصبحت الإنسانية فيه عملة نادرة، وأناشد الدكتور أحمد الأنصاري، رئيس هيئة الإسعاف المصرية، منح 《ماركو عيد صادق》، فني خدمات طبية بإسعاف مغاغة جائزة المسعف المثالي.