فى فوائد الشيشة!


إسلام حامد
 
«الشيشة أخف من السجاير»، مقولة شائعة تتردد فى أوساط من يحاولون اقناع أنفسهم دوما بأن أخف الضررين السجائر والشيشة ، هو تدخين الشيشة، على اعتبار انها تحتاج ظروفا معينة للتناول من وقت (أغلبه فراغ)، ومكان (مقهى)، عكس السجائر المتاحة فى كل وقت وفى الجيب، ويمكن تناولها فى أى مكان.

أسمعها كثيرا من أصدقاء لى يتناولون الشيشة، فى شهوة كيف بالغة وهم يستمتعون بنكهة الفحم المحترق مع انواع الفواكه المشتعلة فى مزيج غريب من المتعة الزائفة.

قال لى أحد الأصدقاء وهو طبيب:«الشيشة أصعب وأكثر خطورة ووعورة لعدة أسباب، فمدخن السجائر يحتاج جهد بسيط فى (شدّ) النفس ويكون العبئ على الرئة قليلا مقارنة بالشيشة، أما الشيشة فيحتاج إلى جهد كبيرا لشدّ النفس، فتنتفخ رئتيه مجندة نفسها لإستيعاب هذا الآتون القادم من الدخان، وما أن تتلقى النفس ، إلا وتعود إلى طبيعتها فوق طبقة الاسفلت الى تكونت داخلها ، وهكذا». 

ويكمل:«اللاى (يقصد خرطوم الشيشة)، أيضا مصيبة كبري يا صديقي فهو أكثر الاماكن مرتعا وبيئة خصبة لنمو أمراض بشعة مثل (السل) أو(الدرن) الذى يدمر الرئتين، ولا فائدة طبعا كما يوهم أصحاب المقاهى من ، تغيير (المبسم) للوقاية ، فالمبسم قد يقي من (هربس الشفتين)، وهو مرض جلدى يصيب الشفتين ايضا نتيجة تبديل الشيشة بين اكثر من شخص، الا انه لا يقي من السل!». 

ويضيف: «تسبب طريقة تدخين الشيشة بما فى ذلك عمق الاستنشاق وطول دورة التدخين امتصاص تركيزات أعلى من السموم الموجودة فى الدخان ، ما يزيد من خطرها على الجسم، كما يسبب الفحم المستخدم لتسخين المعسل في الشيشة المزيد من المخاطر الصحية، حتى بعد مروره على الماء، حيث يحتوى الدخان الذي تنتجه الشيشة على مستويات عالية من المركبات السامة، بما في ذلك أول أكسيد الكربون والمعادن الثقيلة والمواد الكيميائية المسببة لسرطان الرئة والمثانة، والفم».

أيضا يؤدى تدخين الشيشة المستمر إلى تجلط الدم في الأوعية الدموية والشرايين، ما يسبب الإصابة بأمراض القلب، حتى وإن لم يكن  التدخين باستمرار فهو يزيد من نسبة التجلط في الدم وتلف الأوعية الدموية على المدى البعيد. 

لا أميز فى الافضلية بين السجائر أو الشيشة فكلتاهما (زفت وقطران) وإهلاك للصحة وضرر بالغ وخبث شديد.

ومؤخرا دشنت مشيخة الأزهر، حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمواجهة الأخطاء الشرعية الموجودة في المجتمع ، وحسنا فعلت تلك الحملة بإعطاء الاولوية لمحاربة آفة التدخين، مؤكدة أنه محرم شرعًا، وذلك من وجوه عدة فالإسلام حرم كل ضارٍّ بصحة الإنسان، فالتدخين معصية لله وللرسول، ويعرض به الإنسان نفسه إلى التهلكة، كما أن صحةَ الإنسان نعمة تستوجب شكر الله – عز وجل – ومن شكر هذه النعمة المحافظة عليها، وتسخيرها في نفع النفس والناس.

ربما كانت كلماتى تقليدية، والدعوة غير جديدة، والكلام نمطى ، ولكن ربما يعمل أحدنا عقله ويستوعب المخاطر من أجل صحته، ومن أجل أولاده.

ربما قد تسخر من الأمر قائلا: «مش مهم كبر دماغك» 

ولكن تذكر!

أنت مهم لاولادك وأسرتك، فلا تتركهم يدورون خلفك لدى الاطباء وفى المستشفيات لعلاجك، أو يتسولون لقمة عيشهم بعد وفاتك، بعد أن قضي عليك مزاجك!.

الخلاصة: «بطل تدخين علشان ولادك وبس»